بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 آب 2020 12:20ص لاجئون

حجم الخط
تتساءل جارتي على باب بيتها وهي تتسلم صندوق مونة هدية من إحدى الجمعيات الخيرية: بربك من هو اللاجئ اليوم؟
هل هو فقط من خسر أرضه وهجر قسراً من وطنه ليستقر في بلاد أخرى على أمل العودة إلى دياره يوماً ما؟!
هل هو من ينتظر كارت الاعاشة، وشهادة حق العودة، بدعم ورعاية منظمات دولية؟!
وبغصّة تضيف: اللاجئ اليوم لم يعد هذا وذاك وحسب...
ألا يعتبر لاجئاً من يستظل خيمة في وطنه، جائعاً ومفلساً على أرضه، وبالكاد يتمتع بحقوق المواطنة؟!
ألا يعتبر لاجئاً، من لا يجد سريراً في مستشفى، وأم تحتار في طبخة بحص، وأب عاجز، بلا عمل، تنهال عليه الفواتير وكأنها أدوات تعذيب، والكل ينتظر إعاشة قد تأتي من محسن كريم يطمح إلى ثواب عشرة أمثالها، وقد لا تأتي؟!.. ويبقى الجوع سيّد الموقف.
الفاسدون في وطني وقبل «وباء الكورونا» طردوا المواطن من حساباتهم، وبكل وقاحة سلبوه حساباته على أساس «ما لنا لنا وما لك لنا - ولك» إذا بقي منه شيء!!
لاجئاً هو أنا وأنت والثائرون الذين لجأوا إلى الساحات، وبُحت حناجرهم، وهم يطالبون بحقوق العمر الذي مضى والعمر الآتي بلا أمل ومستقبل.
هو نحن المهجرون من  حياتنا الطبيعية، دون معاش وإعاشة، المضطرون لقبول مكرمات ليزداد ثواب الكريم وقهر المسلوب، المنهوب.
يعني فقر وقهر، ومرض وفساد... كثير هذا والله!
وفي محاولة لاستيعاب صرختها قلت لها: دعيني أساعدك في إدخال هذا الصندوق إلى البيت لعلي أصيب حسنة من العشر مع فنجان قهوة من  يديك.
وبعفوية تقول: تكرم عينك.
فأتساءل في سري، ترى هل بقي للكرامة مطرح في حضن أردناه يوماًً بحجم وطن؟!

أخبار ذات صلة