بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

20 حزيران 2020 12:00ص لعبة الكبار

حجم الخط
وقف ابن التسع سنوات حاملاً بيده مئة الف ليرة في طابور طويل امام احد محلات الصيرفة، سأله رجل اربعيني ماذا تفعل هنا؟ اجابه اريد ان احول المئة الف الى دولار ،ضحك الرجل: وماذا تريد بالدولار؟ رد بعفوية: منذ اكثر من سنة وانا اجمع «مصروفي» حتى اشتري لعبة كان ثمنها 50 دولارا ،لأن والدي لا يستطيع ان يشتري لي هذه اللعبة،ولكن الآن الخمسين دولارا باتت تساوي اكثر من مئتي الف واذا ابقيت المية الف ليرة معي فان قيمتها بعد اشهر لن تساوي ربما خمسة دولارات بعد ان كانت تساوي 60 دولارا، لقد جن الدولار قبل ان اكمل ثمن اللعبة.

هكذا اصبحنا حتى الطفل الصغير اصبح يدخر بالدولار،ولمَ لا اذا كانت العاب الصغار تسعّر بالدولار، وبعد ان اصبح الدولار لعبة الكبار التي يحاول الصغار تعلمها، في بلد لا يحترم عملته الوطنية فيربط كل اقتصاده بالدولار، انه اقتصاد الدولرة، فهل ولاية في الولايات المتحدة الاميركية، وان كنا كذلك فلماذا يطبعون الليرة اللبنانية؟ولماذا لا يدفعون الرواتب بالدولار؟ والاغرب ان الجميع يتغنى بالحرية والسيادة والاستقلال، عن اية حرية وعن اي استقلال؟ هل من يستطيع ان يجيب عن سؤال بديهي؟لماذا كلما ارادت الولايات المتحدة تنازلاً من احدى الدول غير الخاضة لسلطتها تتدهور فجأة عملتها كما حصل في دول كثيرة كالصين وتركيا وسوريا وايران ولبنان؟ لو لم يكن اقتصاد هذه الدول مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالدولار لما وصلنا الى حال الانهيار الكبير في سعر صرف الليرة.

اذاً ايها الطفل دخلت باكراً الى لعبة الكبار ،ادخر بالدولار ربما تحتاجه يوماً ليس من اجل شراء لعبة بل لشراء تذكرة تنجيك من جهنم لعبة الكبار الى دول يلعب فيها الاطفال بألعابهم وليس بألعاب الكبار.

 






أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!