جولة في أرجاء بيروت خلال اليومين الماضيين.. كانت كافية لتُثير التساؤلات في بال إبنة السنوات الأربع.. لماذا تنتشر النفايات في مختلف الطرقات؟!.. لماذا لا يقوم «رجال النظافة» بدورهم.. ويرفعون النفايات عن الأرصفة وتقاطعات الطرق؟!.. لماذا فاضت مستوعبات النفايات عن طاقتها.. حتى أصبحت شتى الأشكال المقيتة والروائح الكريهة تعبق بأجواء بيروت؟!..
أسئلة لم يجد «صاحبنا» سوى جملة واحدة ليردّدها على مسامع ابنته: «حسبي الله ونعم الوكيل يا بابا».. فقالت الطفلة مستهجنة: «بس هيك؟!.. ما جاوبتني كتير الريحة بشعة والشكل منو حلو».. فأجاب: «يا بابا نحن ابتلينا بطغمة سياسية لا تهمهم سوى كراسيهم.. وما ستعود به من مكاسب وسطوة وجاه.. وملايين مرتّلة في المصارف الشريكة بدورها في سرقتنا ونهبنا»..
فسألت مرّة أخرى: «طيّب يا بابا ليش عمّو قال على التلفزيون بدنا نروح على جهنم؟!.. مين هو هيدا العمو؟؟ ووين هي جهنم؟؟ وليه بدو ياخدنا لهونيك؟!.. أنا ما بقى بدّي روح لمحل.. نحن جينا من عرمون على بيروت.. خلص بيروت حلوة ولو وسخة ومدمّرة شوي»..
وأمام وعي طفلة لم يتجاوز عمرها أصابع اليد الواحدة.. لواقع بلدها المأزوم.. وهول أسئلتها التي سابقت خطوات الزمن.. لم يكن أمام «صاحبنا» سوى الانصياع.. وإخبارها بما لا يليق بطفلة أن تسمعه.. فقال: كان يا مكان بقديم الزمان في ملك ببلد بعيد.. بيبقى نايم كل السنة.. وبفيق مرّة وحدة بس.. يا بساوي شي منيح يا بيخرب البلد وبيرجع بنام.. وهيك مرّة وعي من نومه وقال لشعبو بدنا نروح على جهنم.. فرد الشعب وقال: عهدك جبلنا جهنم لعنّا.. وما في حاجي نروح لعندها.. فقر، غلا، فساد، سرقات، سمسرات، معلّم التلحيم وانفجاراته هون وهون.. وزاد وغطّى «كورونا».. لكم جهنّم ولنا «رحمة الله»..