عِوَضَ أنْ يكون يوم السبت الماضي يوم راحةٍ وانصرافٍ للشؤون الخاصة.. تهاطلت الهواتف من الأصدقاء والأصحاب للسؤال بصوت واحد: «كيف سنعيش في هذا البلد؟»، بالطبع كنت متألمة مثلي مثل غيري.. لكن لمَنْ نشتكي الطقم الفاسد الذي يحكمنا؟ ولماذا وصل العجز إلى هذا الحد.. لولا السرقات والرشوات؟
سيّدة تقول: ولدي وإبن شقيقتي أُصيبا بالجنون.. ماذا أفعل بهما.. تخرّجا بامتياز من كلية هندسة البترول.. لا عمل لهما في لبنان.. طرقا أبواب السفارات للحصول على هجرة بعد أنْ يئسا من مكاتبة كل الشركات الموجودة عبر الإنترنت في العالم للحصول ولو على رتبة مساعد مهندس.. اليوم قرّرا إما العمل في الزبالة وفرزها أو الانتحار.. وذلك لأنهما أصبحا لا يطلبان مصروف أيامهما ولا حتى يأكلان وجباتهما إلا قليلاً، وذلك حياءً من أنّهما لا ينتجان غير الهروب للشارع للسير على غير هدى.. وحتى أخفّف عنها قلت: هذا حال كل الشباب.. لكنّها انفجرت وكأنّني المسؤولة عن كل ما يجري قائلة: هل يريدون تهجير الشعب من الوطن وإلى أين نلجأ؟
اختصرتُ الحديث قائلة: طبعاً إلى الله وحده لا شريك له.. أقفلت هاتفها لتسألني أخرى ماذا سيجري بحالة النّاس حتى دون إلقاء التحية.. قلتُ عليكي أنْ تكوني من طغمة الفاسدين لكن أنتٍ أستاذة شريفة.. تقاعدتِ من الجامعة أنتِ وزوجك.. ومهنة الأستاذ مهنة خلوقة.. إذا كان بإمكانك أنْ تفعلي ثلاثة أشياء سوف تعيشين مرتاحة: أولاً أنْ تكوني نصابة.. ثانياً أنْ تعملي في تبييض الأموال.. ثالثاً أنْ تكوني عاهرة وأنا آسفة.. لأنّ العهر أقدم مهنة في التاريخ وما عادت تليق بك والآن وداعاً وأقفلت الخط؟!