حكايا الناس

20 شباط 2021 12:10ص لمن تشتكي حبة القمح؟

حجم الخط
ثلج لبنان يقابله سواد قلوب المسؤولين، هذا هو واقع الحال، فالعاصفة لم تقطع الطرقات الجبلية فحسب بل ساعدها اوباش لبنان وتحججوا بالعاصفة لتنقطع الكهرباء والمياه والانترنت ويُهرب المازوت، موتوا ايها اللبنانيون من البرد والجوع والفقر والانفجارات، موتوا انتم ليحيا الزعيم وزبانيته، وبكل وقاحة لم يسبق لها مثيل حتى في زمن الفراعنة، يستعبدون الفقراء، يتاجرون حتى بفقرهم، يتسولون على اسمهم ويسرقون حتى هذه الحسنات، واذا لم تصل الحسنات يسرعون الى الاقتراض باسم الفقراء ايضاً، ولكن من المؤكد انها لن تصل اليهم بل الى حسابات عصابة الدولة الفاسدة.
ولم تحجب صور الثلج الذي غطى معظم جبال لبنان سواد المشهد، فعاصفة الدولار في اليومين الماضيين اشعلت حرارة الاسعار، واشتد حريق قلوب هؤلاء الفقراء الذين وقعوا بين مطرقة الوضع الاقتصادي والصحي الصعب وبين سندان عاصفة نخرت عظام اطفالهم من البرد وهم يشحذون وسائل تدفئة اصبحت باهظة مع الكذبة الكبيرة بانها مدعومة، نعم مدعومة ومقطوعة وجيوب الناس فارغة لا تستطيع الوصول اليها، ولكنهم لا يتحركون فهل تجمدوا من العاصفة؟
ويطبّق هنا المثل: ان لم تستحِ فافعل ما شئت، فلم يستحِ تجار الموت في بلادي لا من الناس ولا من القضاء الذي ترسم حوله علامات استفهام، فاستمروا في لعبة الدولار يسرقون ما يأتي وما تبقى في الخزينة لأنهم متأكدون ان احداً لن يحاسبهم، فلمن تشكي حبة القمح اذا كانت الدجاجة هي القاضي؟ 

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود