بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 كانون الثاني 2018 12:05ص لمن نترك الوطن؟

حجم الخط
إلى أين أنت مرتحل يا بني؟ ربيتك وعلمتك حتى صرت مهندساً واليوم تهجرني إلى مكان بعيد.. لا أدري إذا كنت ستأتي لتزورني أم أذهب لأزورك. رفضك للحياة في الوطن ككل الشباب.. نعم اعرف ذلك.. تخرجتم ولسنتين تطرقون الأبواب ولا من يجيب.. أخيراً ازف موعد السفر.. انا ما تزوجت بعد وفاة والدك حتى لا ازعجك بكلمة من رجل غريب.. بينما أنت تهجرني من أجل المستقبل.. ترى هل أراك؟ هل سأضمك يوماً؟
هذا ما قالته رفيدة عندما جاءت تزورني صباح يوم السبت الماضي.. بعد ارتشافها القهوة.. سألتها ما بك ولماذا يبدو على وجهك كلام لا تريدين ان تقوليه.. وقالت ما قالت وراحت تبكي بمرارة.. احترمت بكاءها وخرجت لأكمل ما كان بيدي..
كفكفت دمعها ونادتني بصوت متهدج.. آسفة قلبت صباحك مأساة.. احضرت قهوة ثانية وجلست لأقول لها.. ان ما فعله ابنها عين الصواب.. عموم الشباب يرتحلون إلى عوالم بعيدة ليبنوا مستقبلهم.. في لبنان.. ما عاد هناك أمل للشباب بالعمل.. الشباب الطموح يحاول ان يقطع ساعات بالطائرة حتى يحقق هدفه.. ادعي له بالتوفيق وبوجود العمل الجيد.. رحلته طويلة.. وأنا ادرك انه لن ينساك.. وسيرسل لك لتلحقي به.. الإيمان بتحقيق الهدف بالعمل ضرورة حتمية «لا تتركي لعواطفها العنان انه فضل مستقبله عليك.. وأنت لم تتزوجي من أجله.. هو لم يطلب منك التضحية.. لماذا تحملينه ما اخترت أنت وهو لم يختر ذلك لك.
انتفضت رفيدة قائلة: فعلاً كل الشباب يهاجر.. لمن نترك الوطن؟ سألتها عن أي وطن تتحدثين: الوطن هو الأمن والأمان الاجتماعي.. اتركيه يواجه الواقع بمسؤولية.. لا تكوني أنانية؟!

أخبار ذات صلة