بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 أيار 2019 12:20ص ليتكم تشعرون بالناس؟!

حجم الخط
يا سياسيي الوطن المتحاصصين من قوت الشعب.. هل اعتقدتم أنّ الشعب نام نومة أهل الكهف؟ أم إنّكم تعتقدون أنّه اقتنع بالحائط المسدود في الموازنة الذي يجب كسره؟

لا شيء من هذا حصل.. النار تحت الرماد.. أخشى أنْ تجتاح الأخضر واليابس ثورة شعبية.. شبيهة بتلك التي حصلت في مصر، وفي تونس، وسميتا بثورتي الرغيف..

في لبنان لن تكون «ثورة رغيف».. بل هي ثورة حياة.. لأنّ الشعب مستغاث، واختصر من قوته «صحن الفتوش» في موائد رمضان، واستعاض عنها بالشوربة.. لأنّ «صحن الفتوش» لعائلة من ستة أشخاص يكلّف عشرة آلاف ليرة.. يعني صيام بلا خضرة تدخل إلى الأمعاء.. قال لي أحد السائقين وأنا ذاهبة إلى جلسة المساج لكاحل قدمي دون سابق إنذار.. يا سيدتي أريد أنْ أسألك ماذا «يتزنطر» سياسيونا على موائد الإفطار التي يحضرونها؟ وجدتُ نفسي مجبرة على الإجابة قائلة: طبعاً ما لذَّ وطابَ واشتهاه المواطن المسكين.. قال: «إن شاء الله سكاكين في صحتهم وصحة عوائلهم أجمعين».. وغص بالكباء..

احترمتُ دمعته قائلة: «قل الحمد الله سيرزقك الله إنْ شاء الله.. والحمد لله أنّني وصلت حتى لا أُجبر على متابعة الحديث معه..

أليس لهذا السائق الحق بأنّه من الساعة السادسة صباحاً خارجاً ليبحث عن رزقه، وأكون أوّل راكب يدخل سيارته..

دمعة المظلوم حرّاقة ودعاؤه مستجاب.. ليتكم تشعرون بالناس حتى لا يصبحون يشتهون اللقمة، أو يبحثون في القمامة عمّا يسد رمقهم.. إذهبوا إلى الحسبة بعد الظهر، لتروا كيف النّاس يلتقطون خضارهم من النفايات!

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!