«مَنْ يزرع طيب الأثر.. يحصد احترام البشر».. هذه المقولة قالها لي والدي عند امتهان مهنة المتاعب.. وكان هذا معناه أنْ تكون لتصرفاتي آثار طيّبة فأحصد الاحترام.. كانت هذه المقولة كالجرس في حياتي.. أخوض غمار المهنة بجرأة ووضوح.. لذلك كان الاحترام كبيراً.. لا أقول هذا لتمجيد الذات وإنّما للعبرة والسؤال: هل كان هناك آباء محترمون نصحوا أولادهم قبل دخول معترك السياسة والاصطفاف مع هذا الفريق أو ذاك، ومن ثم التحاصص على مقدرات البلد؟.. آه وطني..
كما نعلم جميعاً لبنان يغرق في مديونية كبيرة سببها الهدر والاستلاب.. والأغنياء الجُدُد من اللبنانيين يمتلكون ما يفوق أربعة بلايين ونصف البليون دولار.. كما نشرت وثيقة على الفايسبوك يوم الأحد الماضي.. ووضعت لبنان في المرتبة الـ12 قبل ألمانيا.. المال يأتي من ثلاثة مزارب: التجارة بالبشر والسلاح والمخدّرات.. لكن هذه المهن لا تنفخ الحسابات بهذا المقدار إلا إذا كانت السرقة من الباطن.. المصدر لم يسم أصحاب البلايين حرصاً على السرية المصرفية.. وهذا من حق الوادع والمودع عنده..
إسرائيل مقبلة على استثمار الغاز من الحقول المجاورة لحقولنا.. ولكن ماذا فعل سياسيونا.. ما زالت المحاصصة لم تسوِّ جردتها.. وما زال الاختلاف قائماً على سلب أموال المواطنين.. وللتأكيد اتفقت 7 دول متوسّطة من بينها مصر وإسرائيل خلال اجتماع على مستوى الطاقة في القاهرة أمس على إنشاء «منتدى شرق المتوسط للغاز» على أنْ تكون العاصمة المصرية مقرّه، بحسب وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية.. ترى هل نحن من بين هذه الدول؟ أم إنّ إسرائيل ستشفط غازنا وستعطي عبر الوسطاء حصصاً للمتحاصصين؟
المواطن يسأل: لماذا نحن عاجزون كشعب دُمّر حتى وصل حدود الفاقة؟ لماذا الآخرون يبنون ونحن سنصل إلى درجة تناتش رغيف الخبز؟..
أسئلة كثيرة تلح على البال.. لكنّني أقول للرعاع قوموا لأنفسكم ليكون لكم أثر واحترام البشر؟!