بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 كانون الأول 2020 12:00ص مَن يستحق المساعدة؟

حجم الخط
قالت لي بأسى: الحيرة تأكلني يا صديقتي.. أنتِ تعلمين بأنني موظفة بمعاش محترم في مؤسسة محترمة، ولكن مع زحف الزمن الأغبر تراجع الراتب المميز إلى ما دون الخط الأحمر، فأصبحت أنا والراتب والمؤسسة تحت خط الفقر، مع تهديد الدولة برفع الدعم عن السلع الأساسية ولقمة العيش، وطبعاً تراكمت الديون على حضرتي والتي لا يعلم سوى الله، متى يمكنني سدادها. قلت لها مواسية: هذا حال وطن وشعب بأكمله.

قالت: أعلم.

قلت: إذاً لِمَ الحيرة، بعدك أفضل من غيرك؟ قالت أنا لا أريد أن أكون أفضل من غيري، بل أريد ما استحقه ويستحقهُ تعبي على نفسي.

وأضافت: مؤخراً أعلنت الدولة بأنها ستوزع ما قيمته 50 دولاراً كراتب شهري لكل فرد من العائلات المحتاجة.

وأنا أتساءل: هل أصنّف من العائلات المحتاجة، علماً انني من المودعين الذين سُرقت ودائعهم؟! وأتمتع بمكانة محترمة في عملي فيما أن هذا المبلغ أصبح حالياً أكثر من الراتب الذي أتقاضاه شهرياً بعد ان أستقطع على مراحل بسبب الضائقة الاقتصادية. أفيديني هل أقدم طلباً للدولة وأعيش في كنف المساعدات؟.

- لأهوّن عليكِ، نحن شعب دُجّن منذ زمن على تقبل الاعانات، في لبنان يوجد العديد من الجمعيات العائلية والاهلية والمؤسسات والمنظمات الخيرية التي كانت قبل الانهيار الاقتصادي تجمع التبرعات بين صبحية وعشاء ونشاط لتقدمها للمتعثرين من العائلات، وما أكثرهم. وكان مََن مثلي ومثلك مكتفياً ذاتياً وخارج التلقي، ولكن بعد الانهيار الاقتصادي ترسخت المساعدات محلياً ودولياً على أوسع نطاق، فانضم من أصبح مثلنا إلى ركب التلقي مكرهاً.

ما يعني اننا شعب مضطر وتحت رعاية الدولة لإدمان الاعانات، فهي في هذا الظرف حق من حقوق المواطن على دولته.

- وكرامتنا؟

هذه هي الكرامة التي بقيت لنا في وطننا، ودونها قهر الزمن، وسرير لن نجده في مستشفى.

- الخلاصة، هل أقدم طلب إعانة؟

- أخ!.. بعدك عم تسألي!


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!