بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 تشرين الأول 2017 12:06ص مُهرة حُرّة!

حجم الخط
سنة ونيّف لا بل وأكثر.. أحبّته بكل جوارحها.. منحته أقصى ما يمكن أنْ تهبه عاشقة.. إلى قلب ولهان طاف فيافي الكون.. وحلَّ في رحاب فؤادها.. تنازلت عن أحاسيسها وجوارحها.. وباركت غرز أظافره بين أضلع روحها.. وتحمّلت لأنّها «تهواه.. تعشقه.. تراه مُنية النفس العليلة»..
أشهرٌ تمر.. واتفقا على رحلة من العمر العامر بالحب والوله.. أشهر عاشتها متأرجحة بين تاجٍ من نار وعرشٍ من شوك.. سراب تغمره الأحلام الوردية.. لتستيقظ على واقع مضى حسامه في حنايا روحها.. فمزّق حلم العذراء بفارس هُمام يطلُّ على جواد أبيض.. ينتشلها من حلكة الليل البيروتي.. إلى أضواء مدينة النور وأقواس النصر..
بلغت حدَّ مبلغ تحدّي الأهل.. الذين وقفوا سدّاً منيعاً في وجه انصهار الأديان.. في وحدة الروح والجسد واحد.. ولأوّل مرّة تدرك أنّ حبّهم الخانق لكل معاني التعبير.. أصاب الهدف ولو لمرّة واحدة.. فما بدر منه أبعد ما يكون عن معاني الحب الأزلي.. إذ عند أوّل اختبار جدّي لملَمَ أوراقه.. وطوى شراع رحلته وانتزع خطيئته من واقع أيامها.. كنسمة صيف حارّة لفحت وجهها.. وغادرت إلى غير عودة..
«لحظة غدر» غرز في هنيهاتها.. خنجر كذبه وطغيانه في أعماق إنسانيتها.. متناسياً أي جرح قد يتسبّب به.. بل وبكل تبجّح ردّد على مسمعها «أُدركُ أنّ فراقنا مألم.. وقد تذرفين الدمع وتختنق العبرات من شدة الوجع.. لكن المصيبة دون سواها تبدأ كبيرة وتصغر.. فلا تخافي سيداوي الوقت جراحك»..  
«لحظة غدر».. صغرت الدنيا في عينيها على مدى رحابتها.. «لحظة غدر».. حَمَدَتْ الله أنّ جل ما ستخسره أياماً من عمر الزمن.. رغم أنّ العمر غالٍ.. وكما قال «الزمن بيداوي.. والجرح ما بيدوم»..
ضحكتْ على نفسها ومن نفسها.. وبكتْ منها وعليها أيضاً.. كَظَمَتْ صراخها في أعماق الصوت المبحوح.. فهي الأدرى بأنّ المتربّصين للشماتة بها.. يتحيّنون الفُرص.. ولكن جاء من يُصرُّ عليها: «اصرخي.. وارفعي صوتكِ.. ولا تخنقي دمعكِ.. فأنتِ مُهرة حرّة.. كسبت الرهان بسقوط فارسها عن صهوة العشق..


أخبار ذات صلة