بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 كانون الأول 2019 12:00ص مآسي

حجم الخط
وكأن ما نراه ونسمعه أقرب إلى الكوابيس التي لم نعتد حدوثها في هذا البلد الا نادراً على الرغم من حالات الحاجة الاجتماعية التي كانت تطال شريحة كبيرة من مواطنيه وهي الآن تزداد بشكل مطرد كوابيس تطل علينا كل يوم بأشكال مختلفة.

أب يُقدم على شنق نفسه لأنه لا يملك ثمن «منقوشة» طلبتها ابنته، وشاب في مقتبل العمر يُطلق النار على نفسه لأنه طُرد من عمله.

وسيدة تُمنع بالكاد من حرق نفسها بسبب تشردها وعدم وجود سقف يحميها من الحر والقر.

وأم تعرض بيع كليتها.. وآخر يسمم نفسه.

سلسلة مرعبة تدل بوضوح على حالة مجتمع يُعاني من شظف العيش بحيث يرغب في مغادرة هذه الفانية.

ولكن انطلاقاً من واقع ان (هذا المطر من ذاك الغمام) يتوجب السؤال عن ازدياد تفشي الظاهرة إلى هذا الحد.

الدولة هي الأب الراعي لمواطنيها ووفق تعريفها وتحديد أسباب وجودها كما حددها فلاسفة الاغريق تأمين ناحيتين ضروريتين لمواطنها (الأمن والغذاء)...

والأمن هنا لا ينحصر في الأمن الأمني بل يتعداه ويسبقه إلى الأمن الاجتماعي الذي يبدو ان من تواجد في مواقع المسؤولية لم يوليه ما يستحق من الاهتمام على أساس (ماشي الحال).. وها نحن ندفع الثمن وسنظل ندفعه حتى تقوم دولة ما بواجبها المجتمعي وتزيح عن كاهل المواطن كوابيس تقضّ المضجع.


أخبار ذات صلة