بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

29 كانون الثاني 2019 12:00ص ما لونكم يا أبناء الوطن؟

حجم الخط
نتنازع نحن وأرواحنا من شدّة الضيق.. نتنازع لأننا فقدنا حياة الصديق والرفيق.. إما بسبب الفقدان أو الهجرة.. نظل ندور حول أنفسنا بأفكارنا.. نتذكركم.. ركضنا وشقينا في هذه الحياة من دون ان نحصد جزءاً من الحصيد..
حصيدنا على بيدر الأيام كان مواسم عامرة.. أطعمنا منها من اطعمنا.. وساعدنا من ساعدنا.. لكن في وقت الضيق لا تجد متكأ لا على وطن ولا على صديق.. الكل عندما لا تندس يدك في الجيوب واضعة فيها الجود.. ينفضون من حولك كما تنفض اوراق الخريف عن اغصان الأشجار.. تصبح عارية بانتظار حلول الربيع لتعود وتورق.. اما الإنسان مع تقادم العمر كيف يورق وقد تساقط مع وريقات الخريف ليستظل جذع شجرة ذات نبت طبيعي يقيه البرد والصقيع..
اشعل الشموع لتمتص رائحة سجائري التي تحترق من دون ان تمسها الشفاه، وإنما هي «العادة يا سعادة» المهم انني اشعلها.. للهروب من كنز من الأفكار لأدونها.. أُلهي نفسي بأضواء الشمعة منذ اشعالها وحتى ذبولها.. في البداية تكون صامدة.. نارها شامخة وما ان تصل إلى الثلث الأخير من عمرها حتى تتلاعب نارها.. لحظة هبوباً إلى الأعلى ولحظة إلى الأسفل ولحظة لسبات لا يطول.. وهكذا دواليك إلى ان تنطفئ.. إذا كانت هكذا حياة الشمعة.. فما بالكم بحياة الإنسان اللبناني المعتر.. الحائر في قراره وانتمائه؟
بالله عليكم لا تكونوا شموعاً تنير الدرب للآخرين.. كونوا النور لأنفسكم لتتبينوا حقيقة النّاس الخبثاء من حولكم.. هؤلاء يحوّلون الأبيض إلى أسود والأسود إلى اللالون! ما لونكم يا أبناء الوطن؟


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!