بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 نيسان 2020 12:00ص أي لبنان بعد الكورونا؟

حجم الخط
ليس من باب العجلة أو القفز فوق المأساة يأتي الحديثُ عن مرحلة ما بعد الكورونا. فلجميع الأمم التي تُكافح اليوم من أجل البقاء عينٌ على الفيروس القاتل، وعينٌ أخرى على المستقبل الذي ينتظر البشرية عقب انتهاء هذا الهجوم الوبائي الكوني؛ إما بالقضاء عليه طبيّاً أو بانحساره وتراجع فعاليّته في جسم الإنسان بعد أن يكون قد تمكّن من حصّته المقدّرة من الإصابات والضحايا. 

لن يكون العالم الذي سيُسدل الستار على هذا الفصل المرعب هو نفسه الذي سيرفعه على فصول جديدة يصعب التكهن بمآلاتها. إلا أنّ التقارير الدولية المختصّة تُجمع على أنّ النظام العالمي الحالي قد اهتزّ في عمق كيانه وبات قاب قوسين أو أدنى من تحوّل دراماتيكي قد يشهد أحداثاً فارقة مثل تفكك كيانات سياسية كبرى أو انهياراً لدول ظهرت هشاشتها أو ربما حرباً عالمية ثالثة من أجل تثبيت موازين قوى جديدة أطاحت كورونا بنسختها السابقة. 

في هذا الخضم، بات السؤال عن مصير لبنان واجباً: أيّ لبنان سيكون لدينا بعد كورونا التي فاقمت أمراضَه منذ دخوله سرير 17 تشرين؟ أي قوّة ستكون قادرة على إعادة صياغة الكيان من أجل إبقائه على قيد التاريخ والجغرافيا؟ وهل هذه القوّة ستكون واحدة ووحيدة أم أنها مجموع قوى متفاوتة ستقبل طوعاً التعاون في ما بينها قبل أن يفوت الأوان ويتفرّق الشمل بلا رجعة؟ لقد فقد البلد بلا ريب الكثير من مناعته خلال الشهور التي خلت. 

والنقاط التي كانت تُظهر قوةً كامنة في نظامه المصرفي العجيب انقلبت فجأة بسحر ساحر إلى نقاط ضعف تعصف اليوم بمركبه الصغير وسط الأمواج العاتية. وقد بدا المشهد قاتماً لناحية إعادة عقارب الليرة إلى الوراء مع تفشي فيروس الفقر المٌهلك. ومع ذلك يُصر المسؤولون عندنا على الفشل في إنقاذ ما يُمكن إنقاذه. يقول صديقٌ لي خبير: لبنان بحاجة إلى إعادة اختراع...! فهل من مخترعين؟


أخبار ذات صلة