بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 تشرين الثاني 2019 12:02ص مبثووووطة!!!

حجم الخط
على شرفة المنزل وفيما هما تأكلان «ملبس على قضامة».. بألوانه الزرقاء والبيضاء والزهرية.. راحتا تتحدثان عن واقع الحال المأزوم في البلد.. فقالت الأولى التي بلغت عامها الرابع منذ 8 أيام.. «أنا كتير زعلانة.. ما عم روح عل School.. حرام المظاهرين كمان ما عم يروحو على ثكولاتون.. والمامايات ما عم يثاواو أكل لولادون»..

فأجابتها الأخرى التي تكبرها بأشهر.. أقل من عدد أصابع اليد الواحدة: «لأ أنا كتير مبثوووووووطة.. لأنّ ما عم نقوم بكير كتير لنروح على الثكول.. حلو لما نفيق الصبح ما نروح عالثكول.. منثير نروح نلعب ونعمل إثيا حلوة»..

فنهرتها صديقتها الصغرى وقالت: «يا عيبو عليكي.. إنتِ مبثووووطة.. وفي حراميين سرقوا Lebnon.. وبابا قال إنو الثوار بدّون يعملولنا new Lebanon حلو كتير.. مث كل ما (ليس كلما) نقول بدنا Cadeau بيكون ما في مصاري.. وأصلاً أصلاً Papou ذبلي (أحضر لي) علم لبناني برفرف كتير حلو.. لأنّ أنا بحب Lebanon بث ما بحب هيلا هيلا هو.. بتعرفي؟!»..

فضحكت الفتاتان.. وقالت الأكبر للأصغر: «لا عيب تقولي هيلا هيلا هو.. هيدا كلام «نوتي».. هو عمو منو Good والمظاهرين عم يقولو كلام «نوتي» لأنو سرقلون مصرياتون»..

حديث البراءة تواصل واستمر لما يزيد عن النصف ساعة.. لكنّه رسم في الروح ملامح طفولة.. تعي قبل أوانها أنّ «الحق ما بيضيع طول ما في ورا منو مطالب».. وأنّ «سادة القصر» و«سكّان الباب العالي» من أكبرهم إلى أصغرهم يحلّقون خارج سرب الوطن.. الذي تكبّد منذ 17 تشرين الأول الماضي دماء شهيدين «حسين» و«علاء».. ومن قبلهما «عمر» الذي اغتالته نيران الغدر.. وغيرهم عدد كبير لا يُحصى من جرحى الإشكالات.. فتجاوزوا برحيلهم وجراحهم الطائفي.. التي صنّف أحد النوّاب البرتقاليين.. حريق الوطن في خانتها.. فأي عهد وأي إصلاح وأي تغيير يُرتجى؟!

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!