بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 تموز 2020 12:00ص مجتمع كورونا..

حجم الخط
للتاريخ أسجل، ليست كل الصور قاتمة في زمن «الكورونا» وليس كل موجوع لم يجد القوت في بيته وضع حداً لحياته.

وباء الكورونا الذي فرض شروطه على الجميع بالتأكيد قلص فرص العمل والنشاطات الاجتماعية حتى الصفر، غير ان بقاء اللبناني في بيته، لم يثنه عن التعامل مع الحياة، فسرعان ما تأقلم مع الوضع الجديد، وكرس المنصات الالكترونية وتطبيقاتها لعقد الندوات والمؤتمرات والانشطة المختلفة. وقد تطوع الكثيرون ضمن الجمعيات الطبية والخيرية للمساهمة في مساعدة الأشد فقراً، ناهيك عن حملات التبرّع في كل اتجاه، لتمتد الأيدي بالعطاء، فالخير ما زال موجوداً بأبهى صورة، مع اننا لسنا بخير.

وبرز مجتمع كورونا.

برز مع الأطباء.. من المرض القاتل ومع المبادرين.. من الفقر المدقع ومع المثقفين.. من على المنصات الإلكترونية واللقاءات الافتراضية.

وفي معبد باخوس بقلعة بعلبك الذي شهد احتفالية «صوت الصمود» من دون جمهور رسالة سامية من لبنان إلى العالم واحتفاء بمئوية لبنان الكبير، ومرور 250 عاماً على ولادة الموسيقي العالمي بيتهوفن.

صحيح لم تعد صفحة المجتمع هي الصفحة المشرقة والملونة بأخبار الوجوه والنجوم، بل أخذتنا إلى مجتمع كورونا حيث نشاطات الجمعيات اللافتة، والمواقف الإنسانية المعبرة، والتوادد والرحمة وصلة الرحم، ومبادرات الأفراد الطبية.

والشواهد كثيرة ومؤثرة.

بدءاً من صراخ مسنّ وسط الساحة «موجوع»، فوجد الدواء بين أيد شابة رحومة، إلى عائلات متعففة تستيقظ صباحاً لتجد الرغيف وصناديق المونة على باب منزلها.إلى طبيب كتب على خلفية سيارته عبارة: «أوقفني إن كنت تريد استشارة طبية»، وهذا ليس بغريب على الأطباء خط الدفاع الأوّل بمواجهة الوباء. إلى مسنّ خسر راكبه على اثر قطع شباب الدفاع المدني الطريق، فترجل صارخاً «أنا معكم» فما كان من العناصر كلها وبعفوية ان تعتذر منه وتقدم له ما في جيوبها تعويضاً.

هذا غيض من فيض فرضته الظروف وقسوتها.

وإذا لم نكن في لبنان بخير مع جائحة وباء كورونا، والدولار وجماعات بث الفتن والتخريب والمتآمرين (وأغلب السياسيين)، فنحن ما زلنا بخير على الخارطة الاجتماعية والثقافية والانسانية رغم كل من أراد أن يمحو هذه الصورة من الأذهان.

مجتمع كورونا في لبنان لك التحية رغم كل شيء.


أخبار ذات صلة