يُحبُّ المسلمون في كل بقاع الأرض شهر رمضان ويعرفون فضائله وبركاته التي لا تحصى. يكفي أنه شهر المغفرة والتوبة والأوبة إلى الله وترك هجر القرآن. ويُسارع المسلمون عموماً في هذا الشهر الكريم إلى تأدية واجباته من صيام وصلاة وصدقات واحتفاءً بقدومه من خلال التزيين واضاءة الشوارع. لكن رغم ذلك، ثمّة نقص كبير يتزايد عاما بعد عام، ويتمثّل بعدم الدفاع عن شهر العبادة في وجه الذين باتوا يستسهلون استغلاله واستثمار أجوائه الطيّبة من أجل تفريغه - لا سمح الله - من مضامينه الإيمانية ومحاولة تحويلها إلى أجواء تلفزيونية ودعائية مادية رخيصة تجاوزت ببشاعتها وعدوانيتها كل الخطوط التي تحفظ لهذا الشهر الفضيل كرامته الدينية.
ولا نذيع سراً إذا قلنا أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق العلماء الأكارم وأصحاب القرار الديني والسياسي في كل بلد مسلم، الذين لا يرفعون الصوت عالياً بما يردَع هؤلاء التجّار والسماسرة وأصحاب شركات جمع الأموال ونشر الرذيلة عن التطاول المتمادي على معاني شهر رمضان السامي وقيمه الإنسانية الرفيعة. نشاهد بأم عيوننا سنة بعد سنة توسع حجم المتاجرة باسم هذا الشهر العظيم، ومع ذلك نسكت ولا نحرّك ساكنا، ولا تأخذنا الحمية للدفاع عن ديننا وشهرنا الربّاني.
هل يُعقل أن تتسابق المسلسلات التلفزيونية الرخيصة التي تتاجر بالعورات والشهوات والجرائم وكل صنوف اللاأخلاق باسم الدين وباسم شهر رمضان؟ ألا يوجد من يتصدّى لهذا الاعتداء الصارخ على المسلمين في أعز ما يملكون، لكي يمنع هؤلاء العصابات من ترويج بضاعتهم الفاسدة تحت عناوين رمضانية؟ هل علينا أن نقبل بعرض مسلسلات فاجرة ووضيعة كرمى لعيون الصائمين؟! أين الرقابة الدينية وأين القوانين التي تعاقب المعتدين على كرامة المؤمنين؟
هل رمضان أقل عزة من مقدساتنا التي ينبغي أن نهب لنجدتها من دنس الاحتلالات؟ هل من مجيب؟!