يُحكى أن فلاحاً اشترى حماراً وكان فرحاً به كثيراً، وأراد أن يعرّفه على دروب المنزل ، فارتأى أن يصعد به الى السطح ويريه كافة الطرقات، هناك كان الهواء عليلاً والمنظر خلاباً، وبعد أن أراه كافة الطرقات من مختلف نواحي السطح، حاول أن ينزله، الا ان الحمار ابى، فاحتار الفلاح ماذا يفعل، وحاول جره بالقوة، لكن الحمار بدأ يرفس بقوة وهاج بشكل غير معقول، وبدأ السطح الخشبي يهتز ، فخاف الرجل ونزل بسرعة ليخلي عائلته من المنزل، وبالفعل ما إن خرجوا من المنزل حتى انهار السطح والمنزل بالارض، ولكن الحمار لم يتأذى بل سارع الى الهرب.
هذا ما يحصل عندما يصل الحمار الى اعلى المراتب، لكن من يدفع الثمن هو من اوصله الى هذا المكان ، تماماً كما حصل للفلاح المسكين، جاء بالحمار ليعينه في عمله، وكانت نتيجة خطئه باصطحاب الحمار الى السطح بدل الاسطبل، خسارته لمنزله، وهو ما يحصل معنا اليوم في هذا البلد، رفعنا بعض الحمير الى مراتب عليا ووضعنا الرجل غير المناسب في المكان الخطأ، وها هو الوطن يترنح للسقوط وما زالوا هم يرفسون ويهيجون تارة في السرقات وتارة في المحاصصة وهم هذا الشعب كما هم الفلاح ان ينجو بحياته وحياة عائلته، ولكن إن نجا ماذا يبقى له ليعيش بعد ان فقد الوطن وسلمه الى حوافر الحمير.
يقول المثل اللبناني:«اللي طلّع الحمار عا الميدنة بنزلو»، لذلك على هذا الشعب الذي أوصل الفاسدين الى الحكم وتركهم يرفسون سطح الوطن بأفعالهم حتى كاد يتهاوى، ان يبادروا مجتمعين الى انزالهم عن سطح او ظهر هذا الوطن قبل ان يتهاوى السطح ونخرج جميعاً من الوطن مشردين في بقاع الارض وينجو الحمير بفعلتهم ونخرج من منطق الحمير الى منطق العقل.