بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 كانون الأول 2019 12:02ص «موطني».. إلى الهاوية

حجم الخط
في «موطني» المتطوّر جداً جداً جداً.. حيث ما تبقّى من أشجارنا وغاباتنا عصيّة على النيران.. فلا تهاب الحريق.. ولا يخيفها لظى النيران.. فهي صُنِّفت بين دول العالم المتقدّم بأولى الغابات الذكية.. التي سرعان ما تواجه أي ندلاع ولو عرضي للنيران.. فتقضي عليها أولاً بأول..

وفي «موطني» أيضاً.. أحدث تكنولوجيا التنقل السريع بحراً.. فاستقدمنا Venice إلى السان سيمون والسلطان ابراهيم.. ونقلنا شلالات Niagara  إلى عرمون.. أما جزر الكاريني والبحيرات الصناعية فأصبح لها مثيل في أنفاق الكوستابرافا..

«موطني» الذي يتهيّب اليوم وصول عاصفة مطرية من اسنكدينافيا.. يتحضّر لضحايا جُدُد بإسم الفساد والاستزلام والسرقات والسمسرات والنهب.. فالحريق أودى بحياة سليم أبو مجاهد إبن الـ33 عاماً.. لأنّه إنسان ويعي معنى حق الحياة والإنسانية.. والأمطار الربانية اغتالت عبد الرحمن كاخية وشقيقته لمى بسبب الفساد المتعاظم.. فأغمضا العيون وأسلما الروح إلى بارئها.. والذنب أنّهما سكتا على حاكم ظالم..

و»موطني» كذلك يتحضّر مطلع الأسبوع المُقبل لاستشارات نيابية.. كانت يوماً ما ملزمة أما في زمن «العهد القوي».. ما عاد لقوتها من أثر في صون موقع الرئاسة الثالثة.. فأصبحت ألعوبة في أيدي «الآمر الناهي» للأسف..

وهذا الـ»موطني» وعشية الاستشارات.. وغداة انعقاد اجتماع المجموعة الدولية لدعمه في باريس.. أصبح متسوّلاً على أبواب الأمم.. أو بالأحرى عاد للتسوّل على أبواب العالم كما كان في سالف عصوره.. 

أما شبابه فلا مكان لهم ولا لأصواتهم.. بل «الزعيم أولا وأخيراً».. وصرخة الشعب فهي في واد.. ولا تُسمِع إلا «الطرشان».. وكم من شهيد ارتقوا على إسفلت الحياة.. لأنّهم رفعوا راية الوطن وليس راية الزعيم.. فغدوا أيقونات دماؤهم في أعناق كل من سعوا.. ويسعون إلى حرف بوصلة ثورتنا عن أهدافها السامية إلى الهاوية..

أخبار ذات صلة