أزف عيد الميلاد حزيناً على الوطن.. الأشجار المزينة ضاع بريقها الملون بتأوهات الجوعى والمرضى والموعوزين.. حتى أولئك الذين يملكون مالاً.. أصبحوا يشحذون مبلغاً اسبوعياً من إيداعاتهم في المصارف لا تكفي لمصاريف يومين في الأسبوع.. أما إذا احتجت لشراء الدواء أو طرأ طارئ.. فإنك تضطر ان تستلف لتدفع للصيدلية أو لمصلح الغسالة أو الغاز أو خلافه..
أجراس الكنائس التي تختلط مع أصوات المآذن احتفالاً بولادة السيّد المسيح عليه السلام ستنطلق.. لكن أين الأمان والسلام في بلد إستلب فيه السراق ونهاب المال العام المليارات.. واحد ابن مبارح طل على المجتمع السياسي بقدرة قادر يمتلك 35 مليار دولار في مصارف الخارج.. هل عفريته سخي بهذا القدر؟..
ماذا تغير في الوطن حتى ضاقت فسحة الأمل والفرح.. «الترويكا» فرضت على الشعب رئيساً مكلفاً بشروطها وهي نفس الشروط التي رفضها رئيس الحكومة المستقيل..
عندما تغتال مكانة ما يقرب من ثلث الشعب تقريباً والثوار.. معناه اننا مقبلون على لي الرقاب التي لا يجوز ليها إلا لله الواحد القهار..
دمعة حزن تهطل في الميلاد على الحال والمآل.. ماذا جرى في الوطن؟ وماذا سيجري بعد؟ هل أصبحنا غرباء على أرضنا؟ احاول ان امسح دموع الثكالى.. دموع جرحى الثورة والجيش.. لكن يئن قلبي عليهم.. لأنهم أبرياء..
إنتفض يا وطني.. دع أبناءك يكونون على شاكلتك كما نشأنا.. لا نريد التفريط بك.. ولا نريد أن يفرط بنا..
يقول علم العمران.. «عندما تكثر الزعامات تتوالى الويلات وتندثر الأوطان».. نحن يا وطن الأرز والثلج.. يا وطن البحر والنهر والجبل.. يا وطن الوئام والتآلف الاجتماعي الذي غاب من أيام الحرب الأهلية.. ظننا أن ثورة المعوزين ستعيدك إلينا.. فهل تصمد لنعيش بدون طائفية ومذهبية وتعالٍ على كل ما حدث؟
طفل المغارة سيولد.. ونحن نريد ان يولد لبنان الحقيقة.. على أيدي الحقيقة وخزي السلاب على جميع المستويات والأهواء والمشارب؟!