بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الأول 2017 12:04ص هاجروا لإعادة الوطن!؟

حجم الخط

فكرة قد لا تخطر على بال خطرت لي يوم السبت الماضي.. بعد إحضار بعض من حاجيات البيت.. نظرت إلى فاتورة ما صرف.. فتطاير الشرر من عيوني.. هل يعقل أننا بتنا نعيش داخل حدود الدولة الفلتانة؟ لماذا لا يلجأ العقلاء والمثقفون والمتعلمون الرافضون للأوضاع في بلدنا على إختلاف اعمارهم إلى بلد بعيد بعيد؟ هناك سيعيشون حياة البشر لا حياة النعاج المفروضة عليهم وسوقهم حسب الأمزجة إلى مسالخ المحادل ليذبحون.. فينتفخ زعيم هذه المحدلة أو تلك على الجثث؟!
هناك في الغربة سينجون من الذبح الاقتصادي والاجتماعي والأمني.. سيعيشون كالبشر بعيدا عن كل الهموم اليومية المتعبة.. في مجتمع فقد عقاله وفقد حكمة العقلاء.. هناك سينسون الوجوه السياسية الممجوجة التي نراها يومياً في نشرات الاخبار ونتقزّز على الفور من أصواتهم وتذكر جلاوزتهم في الشوارع..
هناك سنبقى لأننا لبنانيون اصيلون بعلمنا وفهمنا وثقافتنا وعرقنا أمثولة للبلد المستضيف.. نستحق عليه ان نسمي المكان «لوحة من لبنان».. سنبقى في إطار اللوحة ومن تتحقق له الأمنية بعد تقاتل المحادل واضمحلالها.. ان يقرأوا تاركين اللوحة وحاملين الإطار لتعيد الأجيال المتوارثة الرسم.. حتى يكون لبنان بحجم حلمنا الكبير فيه..
فكرة مجنونة لكنها معقولة للمؤمنين بالأرض والوطن.. لمن احبوا أرضهم واعتبروها مفخرة في العالم.. لمن عاشوا عز استقبالهم في المحافل الرسمية والإعلامية بهويتهم ورقيهم وقلمهم.. أين نحن اليوم من هذا؟
ربما يكره واحدنا اليوم حتى السير على الطرق.. فالأرصفة مفروشة ببقايا الكلاب والأوساخ.. و«عفاريت العلبة» من سائقي الدراجات إذا لم تنتبه يمكن ان يصدموك ويمشوا مسرعين هرباً.. لا أحد يسأل عنك.. لقد اختفت الحمية والمروءة.. تلفظ انفاسك في الشارع أو على باب المستشفى.. ليس بهامّ لأحد.. فأنت رقم سقطت ولكن الأصعب تكاليف دفنك.. هاجروا؟!

أخبار ذات صلة