بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 تشرين الثاني 2023 12:00ص هدنة!

حجم الخط
بعد مخاض عسير تم التوصل الى هدنة في غزة، هدنة عمل عليها العرب والاميركيون  لأيام عديدة لم تبصر النور الا بعد 50 يوما من سفك دماء الغزاويين والجنوبيين، وكأنها هدية من المشاهدين العرب والغربيين الى اكثر من 6 آلاف طفل لاقوا حتفهم تحت انظارهم وانظار مؤسسات حقوق الانسان العالمية.
هي ليست هدنة لهؤلاء فهم اخذوا هدنتهم الى جوار ارحم رحيم هي هدنة لمسامع زعماء العالم من صرخات شعوبهم ومن مازال يملك حساً انسانياً على هذه الكرة الارضية الذين خرجوا بالالاف لوقف المجزرة وضغطوا على حكوماتهم تحت سيف «انتخابات مفترضة»، فهم لم تحركهم مشاعرهم الانسانية التي فقدوها منذ زمن بعيد بل خوفهم على الكرسي والمنصب و«النعيم» الذي يعيشون به .
هي هدنة ايجابيتها الوحيدة انها ستسمح للاهالي بدفن جثث اطفالهم واحبائهم الذين تركوا تحت نار العدو من دون ان يشعر اي مسؤول عربي اولاً قبل الغربي ان واجبه الوقوف بوجه الغطرسة الاسرائيلية من منطلق انساني اولاً ومن منطلق ديني ثانيا، ومن منطلق الجوار والاخوة التي يتغنون بها منذ قيام جامعة الدول العربية .
هذه الهدنة انسحبت تلقائياً على الجبهة الجنوبية اللبنانية التي اشعل الحقد الاسرائيلي لهيبها عشية تطبيق الهدنة وكأنه يستغل اللحظات الاخيرة للتنفيس عن حقده هذا ناراً وباروداً على المنازل والاحراج والطرقات، وكأنه يريد فصل مسار الجبهتين التي اصرت المقاومة على ان تكون هذه الجبهة مساندة لغزة بعد ان تخلى عنها جيران الحدود وتركوها لمصيرها ولآلة القتل الاسرائيلية تنتهك اجساد اطفالها.
هي هدنة قد تؤسس لاطلاق نار طويل او تكون مجرد اخذ نفس ليعود العدو ويفتك بغزة والجنوب، فهل تتحرك ضمائر العرب والجيران؟
أخبار ذات صلة