بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 كانون الثاني 2020 12:10ص هدية!

حجم الخط
لم تكن مقابلة احد المسؤولين الكبار مع صحافية اجنبية موفقة كلياً، فهذه الاعلامية  ليست مضطرة في حوارها محاباة السياسي اللبناني الذي تعوّد ان يفرض على المحاورين الاعلاميين اللبنانيين شروطه للحوار معهم، اي بمعنى «ما رح تمسح جوخ»، كما درجت العادة مع 90% من الاعلاميين التلفزيونيين خاصة، واستدرجته بطريقة لبقة وذكية لتصوب على الفساد الذي عم البلاد، فسألته بطريقة لبقة «من اين لك هذا؟» فكان الرد هدية من صديق، ولكن اي صديق يقدم هدية بهذا الثمن الكبير؟ وهل بمفهوم الوظيفة العامة يحق لأي مسؤول في موقع المسؤولية ان يقبل هدايا من احد؟ الا يعتبر ذلك بمثابة رشوة؟

بغض النظر عن الهدية او ما يملكه اي مسؤول في هذا البلد من كنوز اكتشفها في مخابئ المال العام، فان للاعلام مسؤولية كبيرة، فلا يمكن لمؤسسة اعلامية تنقل حيثيات الانتفاضة الشعبية ان تفتح الهواء لمسؤول ايا من كان وعليه شبهات فساد، فكيف يمكن الكيل بمكيالين، وليس التبرير بضرورة الاستماع الى الرأي الآخر مقنع، المشكلة هنا هي محاربة ظاهرة الفساد التي دخلت في كل جوانب الحياة اللبنانية حتى ان الإعلام الاجنبي اصبح مدركاً لعمق الازمة اللبنانية الاقتصادية اكثر بكثير من بعض المؤسسات هنا في لبنان.

جميع اللبنانيين مهما اختلفت مشاربهم الطائفية والحزبية على يقين ان الفساد، وخصوصاً فساد الطبقة الحاكمة، لا يجب التغطية علية، وإن حاول المفسدون افلات «زعرانهم»،  وحساب هؤلاء يتضخم، واذا كان لا بد ممن يحاسب فان مَن يُسمّون انفسهم بمثقفين واختصاصيين عليهم ان يقوموا بجمع كل ما يثبت فساد هؤلاء ويحاكمونهم امام الشعب وليس بالضرورة امام القضاء.


أخبار ذات صلة