بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

20 آب 2019 12:01ص هذيان الشعب اللبناني؟!

حجم الخط
قال الشاب لرفيقه الذي يجالسه في المقهى بعصبية: «لا تبرمج أيامك على زيارة الزعماء والمسؤولين.. الكل كاذبون يعطونك من طرف اللسان حلاوة ويعدوك بنهر من العسل ويطلبون مراجعتهم بعد اسبوع الا ان مدراء مكاتبهم يردون عليك عندما تعود للمراجعة.. بأن الأستاذ يتأسف وأنت تعرف أحوال البلاد». إلا ان رفيقه يُؤكّد ان فلان صاحب والده وفلان صاحب عمه وفلان صاحب خاله وإنه سيحاول حتى عند الجن الأحمر..

يخبط الرفيق يده على الطاولة قائلاً: «هذا كلام المصابين بالهذيان وكأنك لا تعلم ان هؤلاء وصلوا على اكتافنا من أجل شخوصهم.. انتبه ضع نقاطاً امامك على الورق وحاول البحث عن العمل ولكن ليس ان تبرمج لأن البرمجة في زمن الكذب على الشعب وسرقته وعدم احترام الإنسان ما عادت تنفع»..

يجاوبه رفيقه: نعم أنا فقدت الأمل.. وفي المنزل انتظر ان ينتهوا من شرب القهوة حتى آخذ التفل وأصبه على ورقة بيضاء وأطويها وأنتظر قليلاً ثم أعود وأفتحها فتظهر امامي لوحة.. أنشف ما اجمعه من اللوحات وأضع لها الزجاج وأبيعها لأجد مصروف جيبي.. قل لي ماذا أفعل؟..

في العادة يستثمر الزعماء في الدول دائماً بالانسان.. خاصة إذا كان وضع بلادهم على شفير الهاوية.. لأن الإنسان هو عماد الوطن.. لكن في بلدنا ما ان يأتي زعيم حتى يضع أسس كيف سيغتني بالمليارات هو وأفراد عائلته دون الاهتمام بالوطن.. فكيف بزعماء جاؤوا على حصان الطائفية والحزبية والميليشياوية يمكن ان يبنوا وطناً.. من يستثمر بالانسان من حقه ان يضع البرامج.. ومن يسعى إلى استلاب المال العام وقوت الضعيف وتجويع النّاس لا رجاء منه.. وإنما هو يؤسّس لدولة الهذيان.. هل رأيت شعباً يهذي كما شعب لبنان؟
أخبار ذات صلة