غالباً ما تحصل معنا أشياء لم نكن نتوقّعها لا خيراً ولا ما يؤلم.. ولكن الصُدَف دائماً تأتي بمفاجآت.. نتمنى أنّها لم تكن لأقرب النّاس إلينا.. وتكون حالة مرضية تضني النفس والجسد وتستلب كل ما في الجيوب.. ومع كل ذلك أقول لله حكمة في الابتلاء.. ولا يُبتلى إلا الإنسان المؤمن..
فعلاً.. الحياة مسرح.. مسرحياته متنوّعة.. بعضها يفرحنا والبعض الآخر يؤلمنا.. ومع ذلك وجودنا على الأرض لكل بمفرده رواية مسرحية.. شخوص مسرحيتك أنت المشاهد الوحيد فيها.. ولكن مَنْ هو المؤلّف والمخرج والممثّل.. أيضاً هو أنت! كيف هذا يحدث في الحياة؟.. هكذا ولدنا في عالم الشقاء وعلينا عدم الاعتراض وإنّما الامتثال للأمر الواقع.. وانتظار رحمة أرحم الراحمين بأن يغيّر الأحوال إلى أحسن منها..
والغريب في الأمر.. ورغم المآسي السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها شعبنا في لبنان.. ورغم الأفق المظلم وربما المسدود.. دائماً تأتي على لساني عبارة: «القادم أجمل».. مع أننا في طفولتنا شهدنا الحروب والدمار.. واليوم نشهد حروب المتحاصصين على السلطة نتيجة الإملاءات الخارجية.. وتعطّل تشكيل الحكومة بانتظار وصول المبعوثين للضغط على تشكيل الحكومة.. لكن التعطيل مستمر لماذا؟ لمصلحة المتحاصّصين وليس لمصلحة الوطن..
أتأمل بين أوجاع المواطن.. وأريحية المتحاصصين في التعطيل.. فأقول نحن أبناء الوطن والمتحاصصون غزاة.. غزوا الحياة السياسية فاستعمروا الوطن.. علينا الثورة بصدور عارية لطردهم من الوطن إنْ لم يكن اليوم فغداً.. لا يمكن أن يكون لبنان سلعة بخسة.. ولا يمكن أنْ ينتهي الحلم بالغد المشرق.. إن لم يكن لنا بل للأجيال التي يعز عليّ مغادرتها لبنان..
آه يا وطني هل القادم أجمل؟!