28 تشرين الثاني 2017 12:06ص
هندية حمراء بكل فخر؟!
.. وأخيراً نطقت سعيدة البعيدة.. وجاء صوتها مصحوباً بالصدى وكأنها من عالم آخر.. بمجرد ان رددت على الهاتف صبيحة أمس الأوّل الأحد فجراً.. حتى قالت لماذا لا تردين على هاتفك.. اقلقتني.. قلت 15 سنة لم تقلقي.. ماذا اقلقك في هذه الأيام.. انا وجدت هذا الرقم على هاتفي لكنه «يونفرسال».. بحثت عن الكود فعرفت انه على مقربة من ادغال الامازون.. لماذا ارد عليه.. ومن لي في تلك المنطقة.. قالت انه هاتف «الثريا».. قلت لها: أصبحت من المشاهير..
قالت نعم.. دراستي للصيدلة.. جعلتني السيدة التي تحفظ جمال النساء الشهيرات.. سألتها عن اولادها.. ومتى تركت مع زوجها الهندي الأحمر هايل لندن.. قالت بعد ان ودعتك في مطار هيترو.. ذهبت إلى البرازيل وانتظرت حتى جاء هايل وعائلته.. تفحصوا الأولاد وتأكدوا انهم من صلبهم.. قصة مضحكة ليت كنت شاهداً عليها..
أنا سعيدة أقيم على مقربة من الادغال.. والاولاد يدرسون ومكاويل دخل الجامعة للتخصص في الصيدلة.. قالت انا اتصل لأطمئن عليك.. هل تحتاجين شيئاً.. اعرف الأوضاع في لبنان.. لا تكابري احزمي حقائبك.. أنت تحبين الأعشاب وكل ما هو طبيعي.. ارسلت لك من ساوبالو» مجموعة من الأعشاب وإسانس ليف جوز الهند.. هل وصلك الطرد.. ضحكت قائلة بعد خمس سنوات من ارساله.. ولما طلب مني موظف البريد فتحه خرج منه الدود والسوس فأخذوه للحرق..
سعيدة انا لا استطيع زيارتك.. أنت بعيدة وكأنك تسكنين عالماً غير عالمنا.. قالت نحن نعمل في مختبراتنا.. وشغلنا أكثر من ألف شاب وإمرأة في جمع الأعشاب لعلاج الأمراض المستعصية.. تعالي سنة من العمر أو سنتين أو أن تبقي إلى جانبي ليس صعباً.. سترين منزلي كما كان منزلنا في بكاسين.. نفذته هنا.. بجانب مغارة يتدفق منها شلال جميل.. سأبني لك منزلك الريفي.. تعالي أكتبي مذكراتك مع العظماء ورحلاتك.. تعالي لتصبحي هندية حمراء بكل فخر؟!