بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

24 أيار 2019 12:47ص «هواوي».. فصاحة الصين!

حجم الخط
قبل أكثر من ألف عام، كانت الأرضُ تتكلّم العربية. ليس لأنّ لغة الضّاد بذاتها هي أعظم لغات العالم قاطبة، كما يُحب البعض أن يقول عن راحةٍ وطمأنينة، بل لأنّ الدرس المُستفاد في العالم القديم آنذاك، كان درساً عربياً إسلامياً بامتياز. هل نقول أنّ قيمة أيّ لغة تكمن في قدرة أصحابها أو الناطقين بها على شَحْنها بالدروس والعِبَرْ التي تُرخي بظلّها على العالم أجمع؟ وهل نقول انطلاقاً من ذلك بأنّ العالم اليوم يكاد يتكلّم الصينية؟ نعم. وليسأل كلّ متشكّكٍ الولاياتَ المتحدة الأميركية عن تعاظم دور الصين واتّساع نفوذها الاقتصادي حول العالم، الأمر الذي استدعى من دوائر صناعة القرار في واشنطن، إعلان الحرب التجارية والتكنولوجية عليها، وذلك بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين. 

بعبارة صينية فصيحة: إنّها «هواوي» الشركة العملاقة في معدّات الاتصالات الحديثة، التي باتت عنواناً لتحدّي الهيمنة الأميركية على صناعة التكنولوجيا. مؤسّسها ريْن تشينغفي الذي بدأها حلماً متواضعاً منذ ٢٠ سنة ونيّف، يؤكد صلابةَ شركته في وجه كل العواصف الغربية التي تهبّ ضدها، لا بل تفوّقها على مثيلاتها في العالم في ما بات يُعرف اليوم بتطوير شبكة الجيل الخامس. 

قال صاحبها رداً على اعتقال ابنته والمديرة المالية للشركة في كندا، واحتمال إيداعها السجن بتهم احتيال مفبركة، أنّ الحدّ من حريّة شخص أيّاً كانت أهميّته والمسؤولية التي يضطلع بها، لا يمكنها أن تضع حداً لطموح الشركة أو تقف سداً في وجه مسارها التقدّمي. 

وأضاف أنّ المؤسسة الناجحة لا تقف على غياب أو حضور فرد واحد، لأنّها عمل جماعي يُمثّل إرادة شعب بأكمله، يملك عزماً وتصميماً على النهوض من كبوته التاريخية الطويلة. 

ويختم حديثه بأمثولة العصر المقبل: إذا انطفأت الأنوار في الغرب، فسيظل الشرق مشرقاً، أميركا لا تمثّل العالم!




أخبار ذات صلة