بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 أيلول 2017 01:07ص وجعه .. راحة!!

حجم الخط
...ومرّة أخرى نعود إلى يوم جديد من يوميات «صاحبنا».. ورحلاته المكوكية في عالم الواقع الخارج من رحم الإفتراض.. مرّة أخرى نسرد فيها حكاية جديدة مرّت وقائعها عبر تطبيق «الواتس آب».. لتحط رحالها في بين دقائق الزمن المحسوب بالثواني وكأنّها إحدى سخريات القدر..
رنَّ «الواتس آب» في هاتف «صاحبنا».. والتوقيت يشارف على منتصف الليل.. ولكن ما كان للاستغراب من مطرح.. كون أخينا كان على أهبّة الاستعداد ليغادر عمله المضني.. فإذا بصديق يبحث عمَّن «يفشّ له خلقه» وقت الضيق.. فلم يجد إلا المتعوس حامل هموم خيبة الرجاء.. ليبلغه بما يُضحك من شدّة ألم الأقدار..
فسارع وحتى قبل السلام.. وبأحرف لاتينية تنطق بالعربية الممزوجة بكلمات من بلاد الفرنجة.. أنا تعبان ومهموم وموتّر ومعصّب وما إلى هنالك من مفردات: قالها الصديق.. فردَّ «صاحبنا» محاولاً تهدئته والاستفسار عمّا به..
فبادره الصديق: أولا تدري ما بني؟.. ألا تعي بأنّ والدتي قد ورثت المبلغ المرقوم.. ألا تعي بأنّها ووالدي قد حازا الفيزا الأميركية ويتحضّران لمغادرة لبنان دون عودة.. غير آسفين على بلد الخراب والعذاب.. ألا تعي بأنّنا قد أعدنا هندسة البيت ذي الـ 550 متراً.. ألا تعي بأنّني أشرف على الديكورات والصيانة والتفنّن والجماليات وراء التحف والفنيات للزينة؟؟؟.. وإلى ردح طويل من عبارة «ألا تعي» ممزوجة بما يبثّه الموجوع من انعدام الوجع..
وببرود جثّة ميت في برّاد مستشفى لا قرار له قال «صاحبنا».. وعبارات الاستغباء ترتسم على محيّاه: «يعطيك العافية.. والله عم تتعب».. فما كان من الآخر إلا أنْ واصل النق.. الذي إذا ما اعتبرناه تعباً وهمّاً وسقماً.. فهو في جنة النعيم..
حتى امتلأ خزّان صبر «صاحبنا».. فانفجر كبركان مضى على حقنه سنوات فقال: «خاف الله يا شيخ.. ما معي جيب دوا لبنتي.. ما معي كمّل مصروف البيت لآخر الشهر.. – ولن نزيد – خاف الله إنت بنعيم.. إرث ومال وسفر وشوبينغ وغدوات وعشوات وضهرات وفوتات والعالم عم تموت وما معها تتحكّم.. اللي استحوا ماتوا».. وأنهى المكالمة علَّ المتصل يفهم أنّ وجعه راحة للآخرين...


أخبار ذات صلة