«ارحمونا الله لا يرحمكم».. 43 يوماً وآذانكم صمّاء عن صراخنا.. بل تتمسّكون بكراسيكم وكأنّنا كلاب تنبح في جوف الليل.. ألم ترونا كيف نزفنا في الشوارع؟!.. ألم تروا كيف بسببكم اشتعلت الأسعار واستعر الغلاء.. ألم تفهموا أنّكم أساس كل المشاكل والأزمات التي نعيشها؟!
متى قلنا «كلن يعني كلن» عنيناها بأم العين.. ومَنْ يريد الدفاع عن الطبقة السياسية من الشعب الغبي.. فليرحل معهم أو يُحاسب بدلاً عنهم.. فنحن على يقين بأنّ لا طائفة خلت من «لصوص وسماسرة وتجّار حقوق الناس».. وبلدنا قائم على المحاصصات وتقاسم جبنة الشعب.. لذلك فكلكم لصوص وكلكم أيديكم ملطخة بدماء الشعب.. وكلكم مسؤولون عن تنفيذ أجندات الآخرين على أرضنا.. فلا نريد «سيناريو» سوريا أو العراق أو اليمن.. «حلّوا عن سمانا مش أكتر»..
وما يزيد في الطين بلّة هو لصوص المناصب.. فها هي المصارف تذلّنا ذل الكلاب.. حتى أصبحنا في حلقة مُفرغة «أنا بدّي منك.. وإنتَ بدّك منو.. وهو بدّو من غيرنا.. وهيك حتى نوصل للبنك».. البنك يسرقنا في زمن السلم وزمن الحرب والثورة.. حتى هوينا عن خط الفقر بأشواط.. في ظل قفزة أسعار الدولار إلى مستويات قياسية.. لم نعرفها حتى أيام الحرب الأهلية..
إضراب من هنا.. تسكير من هنا.. دماء تُنزف من هنالك.. ونيران تشتعل وقلوب تحترق.. وأنتم تتلهون في جنس الملائكة.. «إرحلوا لعنات الله عليكم».. «إرحلوا لا نريدكم».. ومَنْ يريدكم فليرحل معكم لأنّنا لا نريد مستويات قصوى من الغباء.. فأنتَ يا مَنْ تدافع عن الزعيم.. وترمي راية الوطن لترفع راية الحزب.. عندما تضع رأسك على الوسادة ليلاً.. هل أمّن لك الزعيم فاتورة الكهرباء والماء (إنْ حصّلتهما أصلاً، ولم تدفع للمولّد وشراء المياه).. هل أمّن فاتورة دوائك وأقساط أبنائك.. أو أقلّه هل أمّن لك وظيفة.. لتضرب بسيفه وهو يحز بسيفه رأسك عند أوّل منعطف..
نحن شعب تجاوزنا الطائفة وخرجنا من قمقم المناطق.. لكن هناك مَنْ لا يزالون غرقى في وحول أسيادهم.. ألا ليت الليل الأسود ينجلي على «وطن أبيض».. غادر كل زعاماته إنْ لم يكن إرادياً.. فبالموت الزؤام.. اللهم آمين..