بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 آذار 2018 12:08ص وظيفة «صانع أمل»

حجم الخط
لكل إنسان عربيّ يبحثُ عن عمل فائق، مهما كان عُمره، وبمدخول خيالي (حوالى ٣٠٠ ألف دولار أميركي سنوياً)، فثمّة وظيفة حقيقية وجديدة حول العالم، أعلنت عنها مدينة دبي نهاية الشهر الماضي، وفتحت باب الترشّح إليها؛ هي وظيفة «صانع أمل». شروط التقدّم إلى هذه الوظيفة، غير المعهودة في عالمنا العربي خصوصاً، هي أولاً، الخبرة السابقة في مجال الخدمات الإنسانية والمجتمعية، وثانياً، تمتّع المترشّح أو المترشّحة بنظرة إيجابية للحياة، واتقانه لغة العطاء الإنساني قراءة وكتابة. 
هي شروط من نوع «السهل الممتنع» التي أصبحنا نفتقدها في جميع مناحي حياتنا العربية. فالإنسان العربي اليوم، هو بلا شك إنسان فاقدٌ للأمل بمعظم الأشياء التي من حوله، أو هو على الأقلّ شخص، ما عاد يُضيّع وقته (أو عمره) بالبحث عن أمل صار بالنسبة إليه، أبعد من مجرّة! 
بماذا يُمكنني أن آمل؟ سؤال طرحه الفيلسوف الألماني الشهير إيمانويل كانط، مدشّناً به «عصر التنوير» في أوروبا - القرن الثامن عشر. ثمّة علاقة أكيدة بين النور والأمل، وبين الخروج من ظلمة الجاهلية بكل أشكالها، إلى رحاب العقل الواسع، المُنفتح والمتفائل بالخير. 
ما يزال الأوروبيون قابضين على «جمر الأمل» الذي صنعه لهم قادة ومفكرو القرون الماضية، رغم الظروف العصيبة التي تمرّ بها بلادهم اليوم. 
بينما نحن العرب، شعوباً وحكّاماً (ربما!) نرزح تحت نير اليأس وغياب الأمل؛ بأنّ يوماً ما سيكون لدينا ما نتمسّك به بأرواحنا، ويكون على قدر إنسانيتنا بكاملها من دون أي نقصان أو اختلال في التوازن، وعلى قدر كرامتنا في العيش الحرّ، وعلى قدر إمكاناتنا وطاقاتنا الشبابية المهدورة.
من ذا الذي يصنع الأمل في بلداننا العربية؟ ومن ذا الذي يقدر على هذه الوظيفة وعلى الوفاء بالتزاماتها؟!       
 


أخبار ذات صلة