بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 تشرين الثاني 2017 12:05ص ولله في خلقه شؤون!!

حجم الخط
بما أنّ الحياة بحر جاف من الفرص العصماء.. وبما أنّ بيروت أصبحت أضيق.. من أنْ تتّسع لكل راجل أو راكب يحل فيها.. وبما أنّ ركن السيارة أصبح في عدد من شوارعها.. إنْ لم نقل في كل زاوية أو ركن فيها.. ضرباً من ضروب المستحيل أو «طاقة قدر» فُتِحت.. أمام مَنْ يعثر على المكان المناسب في التوقيت المناسب.. ولا يخسر كل ما ملأ به خزّان سيّارته من وقود.. وهو يطوف الطرقات بحثا عن مرقد العنزة السليب...
وبعد رحلة شاقّة من «اللف والدوران».. عثر «صاحبنا» على ركن «شرح برح».. ومناسب «عالبكلة».. كونه يقع على مرمى حجر من موقع عمله.. فأطلق العنان لإشارة سيّارته.. وابتهل إلى الله بكل ما أوتي من آيات قرآنية.. وأدعية نبوية.. وتوسّلات بالذات الإلهية.. ألا يسرق «إبن حلال» الموقع.. ويعود «صاحبنا» لاستكمال رحلة البحث خائباً «بخفي حنين»...
وبالفعل استجابت العناية الإلهية.. وابتسمت الأقدار على عجل..  وكصقر يخترق أبواب السماء.. مُقبِلاً صوب فريسته الغارقة في غفلتها.. ركن «صاحبنا» السيارة وبدأ بتلاوة آيات الشكر والحمد.. ولم يكن ينقصه سوى السجود ركعتين لله العلي القدير على مكرمته..
ولكن وبينما أضواء السيارة.. لا تزال تبشّر بأنّ مقودها ما زال على قيد الحياة.. إذ بـ»طنبر» ضخم صنع العام الجاري.. من أحدث الماركات المسجّلة.. يشق عليه فرحته.. وتظهر من خلف الزجاج سيدة.. تجاوزت الخمسين من عمرها.. شكّلها الارستقراطي لا يشي بمضمونها «الزبالة»...
فما هي إلا ثوانٍ.. حتى أشارت «العجوز الشمطاء» لـ»صاحبنا» بإصبعها الأوسط.. مردّدة عبارات نابية نربأ عن ذكرها في هذه العجالة..  والسبب كل السبب أنّه ركن سيارته.. فيما هي لا تزال تائهة في دوامة البحث.. ومن هول الصدمة.. خرج صاحبنا من سيّارته دون أنْ يطفئها.. حتى أوقفه أحدهم مذكّراً إيّاه بأنّ السيّارة لا تزال تعمل.. ولله في خلقه شؤون!!  


أخبار ذات صلة