رائحة عيد الفطر فوّاحة.. وهي دائماً كذلك.. لأنّ العيد فرح وسرور ولَمُّ للشمل على مستوى الأُسَر والأصدقاء.. أتمنّى أنْ تحل كل الأعياد على لبنان بفرح وهدوء نفسي ويسر اقتصادي.. لا كما حالنا اليوم من ضنك في كل المجالات.. وأتمنّى ألا يعكّر صفو المواطنين اللبنانيين معكّر داخلي ولا تلاسن إعلاني، والعياذ بالله مما نسمع ونرى من أساطين السياسة وفذلكاتهم.. وأيضاً معكّر خارجي لأنّ الاستقواء بالخارج والارتهان إليه أصبح سمة لتهديدنا من هنا وهناك.. من فوق المجتمع ومن تحته.. رغم أنّ عدّونا الإسرائيلي متربص بنا، والعملاء له كثر.. قد نعرفهم وقد لا نعرفهم، لأنّهم يلبسون «طاقية الإخفاء»؟!
في مثل هذه الأيام الأواخر من رمضان.. تذكّرنا عموماً مَنْ افتقدناهم من العائلة الصغيرة على مستوى الأسرة.. وكذلك مَنْ افتقدناهم على مستوى الوطن.. الدموع تكرج على الوجنتين رغماً عنّا.. نشتاق إلى طلّتهم.. لأنسهم.. لحبهم.. أحبّهم الله وأسكنهم فسيح جنّاته إنّه القادر على ذلك..
فرحة العيد يجب أنْ تعم القلوب.. ويجب على اللبناني أنْ يعيش اللحظة بفرح، لا أنْ يجلس مع نفسه في خلوة ليتذكّر ما قال فلان وعلان.. فيقلق على مستقبله ومستقبل أولاده.. قد يقول قائل: ومن أين الفرح؟ ومن أين اللحظة التي تتحدّثين عنها.. بالله عليكم استرقوا لحظة وفكّروا بفرح، لعل هذا السواد الذي نعيشه يزيله رب العالمين، أو يزيل مَنْ يسبّبه لقهرنا وتخويفنا على الدوام..
عيّدوا ولو بالقليل.. «افرحوا مع التكبير.. وادعوا ربّاً كريماً أنْ يفرّج الكروب.. لعل وعسى أنْ تنفرج غمّتنا بـ»لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».