بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

10 أيار 2018 12:05ص يا رب صبّرنا!!

حجم الخط
لا تمر الحياة اليومية بسلاسة دون أنْ ينغّصها على مدار الساعات الأربع والعشرين.. ما قد يكّدر صفو الوجوه على شتى أنواعه.. فقد تسقط على مسمعك كلمة ترميك في أعماق البحار السوداء.. أو قد يتصرّف عزيز عن قصد أو دونه بأمر ما يجرّك خلف ذيول الخيبة..
فجاءت تسألت «صاحبنا»: «حائرة أنا أراه يتصرّف تصرّفات أوضح من وضوح الشك.. لكنه ينفي ويؤكد أنّني أقرأ ما توحيه لي مخيلتي.. والشك بدأ يقتلني ويذيبني كشمعة في مهب الريح.. بل يرميني رغم عشقي له ويقيني من عشقه لي في بحور المجهول.. حتى إنّني واجهته بمخاوفي.. فشدّد أنّني «أهلوس» وعلّها الظروف التي تحملني على التفكير به على ما أفكر»..
فضحك «صاحبنا».. وقال: «أهلاً بعرجاء أمام مشلول.. فأنا واحد ممَّنْ حملتهم الظروف.. على تغيير العتبة علّها تريح الروح قبل الجسد.. وأسعى لسرقة ذاتي من لصوص الزمان.. والنصيحة التي كانت يوماً بأبخس من دينار.. غدت اليوم أثمن من قناطير مقنطرة من الذهب والفضة.. لأنّ مَنْ صدقك وحده القادر على نصيحتك»..
فبادرته: «ويحك ما بك أتعيش الشك وأوهامه؟».. سارع لاستدراك فهمها وتوضيحه: «إياك والظن بل كل ما في الأمر أنّني.. والحال كما هي عليه أبواب توصد.. وغيرها لا تُفتح أما خارطة طريقي.. أعجز عن إسداء النصح.. وأنا أقلّه لم أسمع من الطرف الآخر.. فعلّ براهينه ودفوعه تضحد ما ذهبت إليه عيناك من مشهديات»..
فلملمت «صاحبتنا» أوراقها.. مخلّفة خلفها نصحية «صاحبنا».. التي توّهتها أكثر من توهانها في الأساس.. ورمت حمولها على الرحمن.. لأنّه بعد العسر يسرا.. وحتما ستُفرج خيرا كان أم شرا.. إلا أنّ الصورة ستتوضّح وينقشع ضباب قساوة الزمن على أهله..
وببعض من تمتماته ردّد «صاحبنا»: «مسكينة هي ومسكين أنا.. ففيما اعتبرتني ملجأ وبلسما لألمها.. أراني أبحث عمّن يبلسم آلامي.. ويداوي أوجاعي.. ويا رب صبّرنا»..