بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 حزيران 2020 12:00ص يستعبد بالدجل

حجم الخط
لم يكن ينقص اللبناني سوى البصارين ليزيدوا عليه «الطين بلة»،فقد عاد شهابذة الاعلام في هذا الوطن ليسلطوا على الناس البصارين ويسلبوهم آخر امل بحل للازمة الخانقة،رأى هؤلاء ان استضافتهم للبصارة ستجعل البرنامج «التراند» الاول على مواقع التواصل الاجتماعي،ولو كان هدفهم ذلك ما كان لأحد ان يلومهم،الا ان هدفهم واضح ومشاركتهم في صب الزيت على النار لتستعر الاوضاع الاقتصادية اكثر فاكثر،ولا يعلم احد كم يقبضون ثمن دورهم هذا والله العليم.

واولى تداعيات ما تنبأت به «البصارة»، والتي غالباً ما تخطئ توقعاتها،ان الناس وقفت في الطوابير في السوبر ماركت بعد ان تسوقت ما يلزم وما لا يلزم،لأن «العبقرية الاقتصادية التبصرية» توقعت ان يلامس سعر صرف الدولار الـ15 الف ليرة،وبما ان نصف المجتمع اللبناني او اكثرية متخلف يصدق اقوال البصارين، سارع معظمه للتمون بما ادخره على مدى سنوات ،وبما ان التجار الفجار لا يشبعون سارع هؤلاء الى رفع الاسعار بشكل خيالي يساندهم تجار الدولار والشائعات التي استعرت واستعر معها سعر صرف الدولار،ولكن السؤال اين المسؤولية الحكومية من كل ما يجري على المسرح الاقتصادي والمالي؟ وأين المسؤولية لافراد المجتمع؟ هل يشعرون انهم يفقدون الوطن تدريجياً من بين ايديهم؟ هل يعلمون ان الغد القريب سيُخرج الجائعين الى الشوارع ويأكل الناس بعضهم البعض؟

هذا التهافت رأيناه في دول كثيرة عند اية ازمة، لكن لم نره عند اي شعب سمع كلام بصارة وصدقه؟لكن ذلك ليس عجيباً فهذا الشعب الجائع الى الوعي قبل الاكل نراه يصدق زعيماً سرقه وما زال على مدى عقود، فليس غريباً على شعب جاهل ان يصدق بصارة، لكن العجيب ان اعلاميين مخضرمين يحملون صورة   الدجالين حتى انهم يتماهون معهم، فبئس اعلام يرفع رايات الحرية والاستقلال ويستعبد بالدجل جمهوراً عريضاً.

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!