انتفضت المرأة الاربعينية وبدأت تصرخ: لم اعد استطيع التحمل اريد الطلاق الآن. صدم الزوج من تصرفها فهي هادئة ومتزنة، سأل عن السبب لهذا التصرف، اجابت: اكاد انفجر لا استطيع ان اتابع تدريس الاولاد اون لاين، واعمل من الصباح الى المساء في المنزل، ولا استطيع الخروج والترويح عن نفسي بسبب كورونا، واخاف ان يصل بي الامر الى الاكتئاب فأؤذي اولادي، المدرسة لا ترحم وكأن الامهات ليس لديهن اي عمل الا تدريس الاولاد، والمشكلة انه لدينا ثلاثة اولاد يحتاجون المتابعة، وانا لم اعد قادرة على كل هذا الضغط، ليوقفوا التدريس اون لاين وينتظروا حتى تنتهي كورونا والا انا سأطلب فعلياً الطلاق.
يخبر الزوج اهله بما تفكر به زوجته جدياً، ترد شقيقته مؤكدة انها باتت حالة عامة، فهي ايضاً تختنق من كثرة تدريس اولادها كما ان صديقتها التي تسكن في دبي تعاني من هذا الوضع ايضاً، وتلك لديها 3 اولاد وتعمل هي ايضاً «اون لاين»، كادت ان تترك البيت، وقالت: برأيي يجب ان يتحمل الزوج قليلاً حتى يرتاح الجميع، يجيب الاخ بحدة: والزوج اذا كان في العمل كيف يتابع مع الاولاد؟
هذه عينات من الامهات اللواتي يعانين من التدريس اون لاين، فكيف بالمعلمة والام معاً، هذا اذا كان الطالب يستفيد فعلياً من هذا التدريس. اذا ما الحل... هل يضيع عام دراسي على التلامذة؟ هذه المرة ليس الذنب كله على المسؤول في هذا البلد، يتحمل المسؤولون التربويون جزءاً من هذه المسؤولية، فعلى مدى عقود لم يستطيعوا ترشيق البرامج التربوية، بل كانوا عند كل تحديث يكثفون ويضخمون البرنامج ظناً منهم ان حشو عقل الطالب امر جيد ولكن لا يعلمون انهم يقتلون الابداع عنده.