بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 آب 2020 12:00ص يوم عُلِّقَ على خشبة

حجم الخط
أي مآل آلت إليه الأحوال.. وأي حالٍ حَالَ دونه المُحال.. وأي مصيرٍ يُرتجى من بلد الضحايا والأهوال.. أيام تستقرئنا فلا نُحسن قراءتها.. ولعنات تحل بنا فلا نعتبر من أمسها لغدنا.. وزمان «علّق على خشبة» لا هي للنجاة درب.. ولا لها صوب الخلاص مسير.. بل ما هي إلاجلجلة ممهورة بعذابات وشقاء.. و»روائح موت» تهطل على ساعات صليات من الجحيم..

جلستُ والخوف بعينَي.. أتأمّل زماني المقلوب.. فإذ بـ»أوراق الزمن المر» تسرق «ذكريات الحلم القادم».. وزخّات من أحلام وردية.. يوم كانت الحياة عامرة بـ»أفواه وأرانب».. ومراتع ضحكات ومواقع من نجوم .. ومواطئ عيون وشفاة غليظة.. توزّع النظرات مُرفقة بابتسامات «على كل ضرس لون».. 

أما اليوم فلا لون ولا طعم.. بل كل عبقات من وجع.. وآلهة موت تتحكّم بمصائرنا.. وتتلهى بيومياتنا الضائعة بين الجوع والفقر والخوف من الغد المُظلم.. حتى أصبحت أرض الأمان لا أمن فيها ولا أمان..

سألت نفسي أسامرها: أنستحق كل ما يجري لنا؟!.. أيُعقل أنّها غضبة ربانية في أواخر الزمان؟.. أم إنّ لبنان «خرطه الخرّاط وحط راسو ومات.. فلا عرفوا أصلو من فصلو.. ولا لاقوا مفاتيحو».. فصار كل من «يجلس على كرسي ويحمل صولجان» يتحكّم بخلق الله.. «حتى الخرفانين صاروا سلاطين».. وجنون العظمة سيطر وتحكّم واستحكم.. 

أما أنتَ فمَنْ أنتَ أمام جبروت مُرسِل الريح على عجل.. ورافع الطير في السماوات.. مُنقِذ يونس من بطن الحوت.. ومُخرِج إبراهيم من قلب النار.. ومُنقِذ محمد من الطاغوت..

دموع بيروت ودماء الشهداء لن ترحمكم.. أمام رب عليِّ قدير في يوم حساب كبير.. وإذا ما سألهم الرحمان: أتسامحون؟!.. حتماً سيُجيبون: حقنا يا الله!!! 

أخبار ذات صلة