بيروت - لبنان

15 آذار 2023 12:29ص 135 يوماً من الفراغ الرئاسي.. 9 عهود استقلالية من 13 انتهت بأزمات (4)

3 عهود من 4 بعد الطائف انتهت بشغور تُوِّجت بانهيار مالي واقتصادي ومعيشي

إلياس الهراوي إلياس الهراوي
حجم الخط
135 يوما على الشغور الرئاسي في لبنان، من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر بإنجاز هذا الاستحقاق قريبا، وبعد 11 جلسة انتخابية لم تسفر عن أي نتيجة، تستمر الحكومة الميقاتية الثالثة التي تعتبر مستقيلة منذ بدء ولاية مجلس نواب في 22 أيار 2022 الفائت في مهام تصريف الأعمال، وفي وقت يواصل الدولار ألاعيبه وتحليقه فوق الـ100 ألف ليرة، مترافقا مع ارتفاع جنوني في الأسعار وتدهور حياة الناس الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية، يتواصل الشغور الرئاسي ويستمر عداد فراغ الكرسي الأولى بالتصاعد، بانتظار إشارة مرور خارجية، عبر توافق دولي، وإقليمي وتحديدا عربي، كان يطلق عليه فيما مضى «الوحي» الذي يحوّله النواب في صندوقة الاقتراع باسم الرئيس العتيد.
بأي حال، فإن «كلمة السر» الحاسمة بشأن الانتخابات الرئاسية لم تصدر بعد، ليحوّلها نواب «الأمة» الى حقيقة في صندوقة الاقتراع الزجاجية، وبالتالي سيتواصل عداد أيام الشغور في الكرسي الأولى بالتصاعد «حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا» ويدخل اليوم الـ 135 على شغور الكرسي الأولى، ولبنان أمام استحقاقات دستورية هامة أبرزها الانتخابات البلدية والاختيارية التي تنتهي ولايتها في 31 أيار المقبل، في وقت تتواصل معه مرارات اللبنانيين التي باتت تطال كل تفاصيل حياتهم اليومية، ويبدو أننا في لبنان درجت العادة أن يختتم كل عهد رئاسي بأزمة حادّة تهدّد المصير الوطني، مما يؤشر بوضوح الى أن ثمة أزمة نظام واشكاليات دستورية، طبعا بإستثناء نهاية عهدي الرئيسين فؤاد شهاب وإلياس الهراوي اللذين مرّت نهايتهما بسلام.

بعد بدء مسيرة الطائف، مرّت نهاية عهد الرئيس إلياس الهراوي بسلام، وهو الأمر الذي لم يحصل في العهود الرئاسية التي تلته وهم الرؤساء: اميل لحود، ميشال سليمان، وميشال عون.
بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري 14 شباط 2005، كان الانقسام الكبير في لبنان، الذي وُلد من رحمه تجمع ما يسمّى «8 آذار» وما يسمّى «14 آذار»، وفي ذاك العام حصلت الانتخابات النيابية في حزيران 2005، التي شكَّل على اثرها الرئيس فؤاد السنيورة حكومته الأولى في 19 تموز من العام نفسه، لكن هذه الحكومة دخلت إثر استقالة الوزراء الشيعة الخمسة ومعهم الوزير الأرثوذكس يعقوب الصراف في 30 تشرين الأول 2006، بعد حرب تموز مع العدو الإسرائيلي، في مرحلة تصريف الأعمال حتى منتصف 2008، تخللها الاعتصام الشهير في وسط بيروت الذي قام به فريق 8 آذار للمطالبة بإسقاط الحكومة.

نحو ثلث ولاية سليمان
بعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق العماد إميل لحود، في 24 تشرين الثاني عام 2007، وقع الفراغ في منصب الرئاسة الأولى، على وقع خلافات سياسية حادة بين فريقي 8 و14 آذار، واستمر الفراغ حتى 25 أيار 2008، تاريخ انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بعد اتفاق سياسي عُقد بين القوى السياسية اللبنانية في العاصمة القطرية الدوحة في 21 أيار 2008، بعد أحداث 7 أيار 2008.
الفراغ الرئاسي بعد نهاية ولاية الرئيس اميل لحود الذي استمر ستة أشهر، كان مؤشرا الى فراغ من نوع جديد، مع عهد الرئيس ميشال سليمان، تمثل في استهلاك مساحة وقت طويلة من العهدين الأخيرين، إذ ان الحكومة الأولى في عهد ميشال سليمان احتاجت إلى 44 يوما لتُشكَّل برئاسة فؤاد السنيورة الذي كلّف في 28 أيار 2008 وشكّل في11 تموز، وبعدها حكومة سعد الحريري التي احتاجت إلى 134 يوما أي نحو 4 أشهر ونصف بعد الانتخابات النيابية 2009 فقد كلّف الحريري بتشكيل حكومته الأولى في 28 حزيران 2009 وشكّل في 9 تشرين الثاني 2009، وسقطت هذه الحكومة في 11 كانون الثاني 2011، حين أعلن وزراء 8 آذار العشرة ومعهم الوزير عدنان السيد حسن استقالتهم من حكومة الحريري خلال زيارة رسمية له للولايات المتحدة، بحجة عدم الاستجابة إلى مطلبهم في عقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء لمواجهة المحكمة الدولية التي تنظر في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
بعد ذلك، كُلّف نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة في 25 كانون الثاني 2011 وشكّل 13 حزيران 2011 أي بعد 139 يوما حيث أعلن ميقاتي استقالة حكومته في آذار 2013، بسبب خلاف داخل مجلس الوزراء على استحقاق الانتخابات النيابية وتعيينات أمنية، وبعدها كلّف الرئيس تمام سلام بتشكيل حكومته في 6 نيسان 2013 وشكّل في 15 شباط 2014 أي بعد 315 يوما. ما يعني ان نحو ثلث ولاية ميشال سليمان المحددة بـ 6 سنوات كانت عبارةً عن استهلاك وقت في تشكيل حكومات وحكومات تصريف أعمال.

نحو نصف ولاية عون
وبعد نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار 2014، حصل فراغ رئاسي استمر حتى 31 تشرين 2016، حيث تم انتخاب العماد ميشال عون وكان تشكيل الحكومات على النحو الآتي:
سعد الحريري: كلّف في 3 تشرين الثاني 2016 وشكّل في 18 كانون الأول أي بعد 45 يوما.
سعد الحريري: كلّف في 24 أيار 2018 وشكّل في 31 كانون الثاني 2019 أي بعد 252 يوما.
حسان دياب: كلّف في 29 كانون الأول 2019 وشكّل في 21 كانون الثاني 2020 أي بعد 33 يوما.
نجيب ميقاتي: كلّف في 26 تموز 2021 وشكّل في 10 أيلول أي بعد 46 يوما.
نجيب ميقاتي: كلّف في 23 حزيران 2022 وانتهى عهد الرئيس عون في 31 تشرين الأول من دون أن ترى الحكومة النور، فاستمرت الحكومة الميقاتية في مهام تصريف الأعمال ولما تزل. علما ان العهد الأخير شهد منذ شهر تشرين الأول 2019 أزمات متعددة، وبدء التدهور الاقتصادي والمالي والمعيشي وانهيار قيمة العملة الوطنية التي فقدت حتى أكثر من 95 من قيمتها وما يزال اللبنانيون في قلب الأزمة أو الأزمات الطاحنة التي جعلت أكثريتهم على خط الفقر وما تحته.

اعتذارات
الجدير بالذكر ان فترة ما بعد 2005 شهدت اعتذارات عن تشكيل الحكومة بعد مدة من التكليف كانت على النحو الآتي:
عمر كرامي: كلّف 10 آذار 2005 واعتذر عن التشكيل 13 نيسان أي بعد 34 يوما من التكليف.
مصطفى أديب: كلّف 31 آب 2020 واعتذر عن التشكيل في 26 أيلول أي بعد 26 يوما على التكليف.
سعد الحريري: كلّف 22 تشرين الأول 2020 واعتذر عن التشكيل في 15 تموز 2021 أي بعد 266 يوما من التكليف.
(انتهى)