بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تموز 2023 12:00ص 1732 يوماً من الشغور الرئاسي في لبنان منذ 1952

حجم الخط
413 يوماً بلغ عمر حكومة تصريف الأعمال، فيما عداد الشغور الرئاسي يسجل اليوم الرقم 249، من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر بإنجاز هذا الاستحقاق، وبعد 12 جلسة انتخابية لم تسفر عن أي نتيجة، في وقت يواصل الدولار ألاعيبه وتحليقه، مترافقا مع ارتفاع جنوني في الأسعار وتدهور حياة الناس الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية، وهو ما دعا «المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان» لأن يشير في بيان له «الى أن الانهيار الذي تشهده الليرة مقابل الدولار الأميركي في بيروت كبير جداً ويستدعي التوقّف عنده»، مشددا على أن «المسؤولية الكبرى تقع على الحكومة وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الملاحق في العديد من دول العالم بتهم الاختلاس وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتزوير واستعمال المزوّر».
بشكل عام يتواصل الشغور الرئاسي ويستمر عداد فراغ الكرسي الأولى بالتصاعد، بانتظار إشارة مرور خارجية، عبر توافق دولي، وإقليمي وتحديدا عربي، كان يطلق عليه فيما مضى «الوحي» الذي يحوّله النواب في صندوقة الاقتراع باسم الرئيس العتيد، ولأن «كلمة السر» الحاسمة بشأن الانتخابات الرئاسية لم تصدر بعد، ليحوّلها نواب «الأمة» الى حقيقة في صندوقة الاقتراع الزجاجية، سيتواصل عداد أيام الشغور في الكرسي الأولى بالتصاعد «حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا». كما يتواصل عمر حكومة تصريف الأعمال العاجزة بحكم تناقضاتها بالتمدد اليوم الـ 413 منها 164 يوما قبل أن تبدأ مرحلة الشغور الرئاسي في 31 تشرين الأول 2022.
بأي حال، سنوات عديدة راحت عن لبنان واللبنانيين هباء جرّاء الشغور الرئاسي، وأزمات الحكومات بين تكليف وتشكيل وتصريف أعمال، مما يؤكد الحاجة الى إصلاح أدوات وآليات هذا النظام، وتطبق ما تضمنه اتفاق الطائف من إصلاحيات.

الشغور الرئاسي

لقد عرف لبنان الشغور الرئاسي ست مرات كانت على النحو الآتي:
كانت المرة الأولى حين استقال الرئيس بشارة الخوري في منتصف ولايته الثانية في 21 أيلول 1952 مسلّما الحكم لحكومة ثلاثية برئاسة قائد الجيش اللبناني في حينه اللواء فؤاد شهاب حيث أدارت البلاد لمدة يومين أي حتى 23 أيلول، حيث انتخب كميل شمعون الذي أقسم اليمين الدستورية وتسلّم سلطاته في نفس الجلسة.
وكان الشغور الثاني في الرئاسة الأولى، حين ترك الرئيس أمين الجميّل الحكم بلا انتخاب خلف له في 22 أيلول 1988 واستمر الفراغ الرئاسي حتى إنجاز اتفاق الطائف، لينتهي الفراغ الرئاسي في الخامس من تشرين الثاني 1989 في مطار القليعات ، بعد 409 أيام.
كان الشغور الثالث بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني 1989 والذي استمر يومين، حيث تم انتخاب الرئيس إلياس الهراوي في بار أوتيل - شتورا.
الشغور الرابع كان حين غادر الرئيس العماد اميل لحود قصر الرئاسة في 24 تشرين الثاني 2007 من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد، الذي انتهى الأحد في 25 أيار 2008 بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان. أي ان الفراغ الرئاسي الرابع استمر 182 يوما.
الشغور الرئاسي الخامس: انتهى عهد الرئاسي ميشال سليمان في 24 أيار 2014 بفراغ رئاسي خامس استمر حتى 31 تشرين الأول 2016، بانتخاب العماد ميشال عون، بعد 888 يوما من الشغور في القصر الجمهوري في بعبدا.
 الشغور الرئاسي السادس: في 31 تشرين 2022، انتهت ولاية الرئيس ميشال عون من دون أن يتمكن نواب «الأمة» من انتخاب رئيس جديد للبلد وها هو اليوم الـ 249 يمرُّ، ويستمر عداد الشغور بتسجيل أيام إضافية، من دون رئيس للبلاد وفي ظل حكومة صريف أعمال عاجزة أن تكون على مستويات التحديات التي يواجهها اللبنانيون. ويكون عدد أيام الشغور التي عرفها اللبنانيون منذ 1952 حتى اليوم بلغ 1732 يوما.
(يتبع حلقة الأزمات الحكومية)