تنظّم إدارة حصر التبغ والتبناك اللبنانية (الريجي) المؤتمر الوطني الأول «لمكافحة التجارة غير المشروعة» يوم الأربعاء 28 آذار الجاري في بيال، برعاية وزير المال علي حسن خليل، ومن المرتقب أن يقدم المؤتمر قراءة لواقع التهريب الإحصائي والقانوني والدولي، ويطرح أفضل الممارسات الدولية والمعايير العالمية لمكافحة التهريب.
يوفّر المؤتمر مساحة للنقاش المعمّق وتبادل الخبرات والتجارب بين المنظمات الدولية والسلطات العامة من جهات أمنية وشركاء وعاملين في القطاع الخاص وجميع المعنيين بمكافحة التهريب والتجارة غير المشروعة وحماية الإقتصاد الوطني، كما يهدف الى خلق قاعدة واسعة مشتركة بين الجهات المعنية لضرورة الإهتمام بقضية التجارة غير المشروعة في لبنان.
ويطمح المؤتمر الى القيام بمبادرات مستقبلية تساهم في دفع أجندة الإصلاح وتعزيز السياسات الداعمة والرادعة والمستدامة للإنحسار التدريجي لظاهرة التجارة غير المشروعة، ويحدد أبرز التحديات الراهنة وإمكانيات تفعيل الفرص المؤثرة على الحركة الإقتصادية في لبنان والتي تطال العديد من السلع والقطاعات نتيجة تفاقم ظاهرة التجارة غير المشروعة.
إنجازات 2017
نظّمت إدارة حصر التبغ والتنباك خلال العام 2017 نحو 7000 محضر ضبط في إطار مكافحتها للتهريب، وحققت قرابة 7.7 مليارات ليرة لبنانية غرامات، وبحسب ارقام إدارة الريجي فإن 25 ألف عائلة لبنانية تزرع التبغ والتنباك في الشمال والجنوب والبقاع (وقائع وأرقام في الجدول المرفق).
توسيع دائرة إنتاجها
وتعمد إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي) إلى توسيع دائرة إنتاجها، ليس عبر الإنتاج الوطني فحسب بل عبر استقطاب عدد من الشركات متعددة الجنسية لتصنيع منتجاتها بشكل كامل أو جزئي في منشآت «الريجي» في لبنان أيضاً.
وبعدما نجحت تجربة الريجي منذ مطلع العام 2017 بتصنيع غولواز (GAULOISE) وجيتان (GITANES) في لبنان وإدخال المنتجَين في منافسة قوية مع بقية المنتجات الأجنبية، شكّلت حافزاً لعلامات تجارية أخرى لدخول لبنان عبر مصانع الريجي، وهو ما نجحت به فعلاً فقد وقّعت عقداً مع شركة فيليب موريس انترناشونال يخوّلها تصنيع 4 أصناف من سجائر مارلبورو التي تنتجها الشركة الأم، إضافة الى اتفاقيتين مع شركة JTI (جابان توباكو انترناشونال) لتصنيع وينستون، ومع شركة BAT (بريتيش أميركان توباكو) لتصنيع كانت وفايسروي.
وباعتماد الريجي مركزاً لتصنيع عدد من منتجات الشركات الأجنبية، بحسب ما أفاد مصدر مطلع فإنها تكون قد زادت إيراداتها المالية بشكل كبير وقطعت الطريق على خطوط تهريب الدخان عبر الحدود، والأهم من ذلك أنها تسعى إلى اعتمادها مركزاً إقليمياً لتغذية أسواق دول المنطقة.
المارلبورو والتهريب
ويكاد يكون مارلبورو من أكثر الأصناف تهريباً في الفترة الراهنة، يقول المصدر، إذ إن الأرباح جراء بيعه بالطرق الشرعية متدنية جداً، ولا يتجاوز سقف الربح من صندوق مارلبورو أكثر من 3 دولارات، فالريجي تستلم صندوق مارلبورو المستورد بنحو 270 دولاراً، وتسلمه إلى التجار بـ1078 دولاراً ثم يعاد بيعه بـ1082 دولاراً، أي أن ارباحه ضعيفة جداً بالنسبة إلى التاجر، أما الارباح الكبرى فيجنيها التجار المهربون الذين يدخلون مارلبورو بسعر أقل ويبيعونه بأسعار تنافسية في السوق اللبنانية، ومن الطبيعي أن يكون هامش الربح من التهريب أكبر من البضائع القانونية غير المهربة.
لكن بدأ تصنيع مارلبورو في لبنان رسمياً بداية العام 2018 غيّر المعادلة، لأن سعر العلبة انخفض ما لا يقل عن 1000 ليرة، ما يعني أن سعر «الكروز» انخفض نحو 10 آلاف ليرة بالنسبة إلى المستهلك ما جعل تهريب مارلبورو دون جدوى، إذ إن الأسعار الجديدة أصبحت منافسة جداً لتلك المهربة، ما يعني أن التصنيع في لبنان قد ينجح بتعطيل خط تهريب مارلبورو وأصناف أخرى.
كذلك معظم الأصناف الأجنبية، كانت تدخل كميات منها عبر التهريب إلى لبنان، أما بعد بدء تصنيع 3 أصناف من غولواز و5 أصناف أجنبية أخرى من بينها جيتان في لبنان، فإن التهريب تراجع كثيراً وفي طريقه إلى التوقف بعد إطلاق عجلة تصنيع 4 أصناف من مارلبورو مطلع 2018، وبيعه بأسعار تضاهي أسعار التبغ المهرب.
يذكر أن غولواز وجيتان لم تكن أرباح الكروز منهما تتجاوز 2000 ليرة، أما بعدما بدأت الريجي تصنيعهما في لبنان مطلع 2017، فارتفعت الأرباح إلى 3000 ليرة لمصلحة التاجر رغم انخفاض سعر العلبة على المستهلك.