بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تشرين الثاني 2019 02:00م العراق ولبنان.. ما هي أوجه الشبه الـ7 بين "الإنتفاضتين"؟

حجم الخط
لم يكن تشرين الأول 2019 شهراً عادياً بالنسبة للعراق ولبنان، فوسط مناوشات اقليمية بين الدول الكبرى في المنطقة، مع بصيص أمل يودي الى الحوار في ما بينها، انتفض الشعبان العربيان ولم يتراجعا.

هذان البلدان لم يتعرضا لموجة "الربيع العربي"، وهنا يسطر أول أوجه الشبه بين "الانتفاضتين"، لكنهما تأثرا حتماً بمحيطهما المشتعل، مع الحفاظ النسبي على الإستقرار الداخلي، ولكن ما الذي جعل شعبي الرافدين والأرز يثوران على واقعهما المرير؟

التناغم بالمطالب لانهاء "فساد السلطة"

في العراق، تحرك الشعب مطلع تشرين الأول مطالباً برحيل السلطة الحاكمة التي اتهموها بالفساد وبنهب ثروات البلد من دون أن تقدم شيئا في المقابل. وفي 17 تشرين، خرج اللبنانيون بشعار "كلن يعني كلن" بسلمية وغضب في الوقت عينه مطالبين برحيل رموز السلطة الحاكمة بشكل كامل، بارزين ملف الأموال المنهوبة، التي تشكل الثروة الحقيقية للبنان لو تم استردادها، خصوصاً بعد الرقم الخيالي التي كشفت عنه الخزانة الأميركية حيث أعلنت عن "نهب" 800 مليار دولار من الشعب اللبناني.

ورغم التشابه في طبيعة المجتمعين الطائفية، إلا أن "التناغم" بين الاحتجاجات في البلدين ضد ما وصفوه بـ"فساد السلطة" كان أقوى من الإصطفافات التي فرضت عليهما.
فالطائفية شكلت أبرز أسباب الخلل في الحكم نظراً لاستغلال الطبقة الحاكمة للطائفة والدين لاسكات الشعبين عن حقوقهم، وتقاسم كل شيء، بدءا من عائدات البلد والسلطة فيها، وصولا إلى التحالفات الإقليمية.

في ما يخص الأسباب المتشابهة للـ"الثورة"، نرى أن الشعارات حملت رسائل معاناة إثر سياسات حكومية أنتجت ترهلا وظيفيا وإنفاقا رسميا هائلا ارتد سلبا على معيشة المواطنين، ولا يمكن أن نتجاهل الطبيعة "العائلية" للحكم في البلدين، حيث تبرز عائلات معينة على المشهد السياسي تكون هي المسيطرة على السلطة و"مغانمها".

غياب الأعلام الحزبية والاكتفاء بالأعلام الوطنية

الجديد اليوم هو "الوعي عند الطرفين"، ففي الحركتين نلاحظ الابتعاد عن أي توجه سياسي، حيث تحرص الحركة في لبنان على سبيل المثال على رفع العلم اللبناني دون أي شعار حزبي، ونشهد على الصورة عينها في شوارع بغداد والبصرة وكربلاء برفع العلم العراقي فقط.

نجوم التحركات هم جيل الشباب

أما النقطة الأبرز، والتي لم تكن في الحسبان بالنسبة لأركان السلطة في البلدين، هي أن "نجوم التحركات" هم جيل الشباب، الذي لم يعش الحرب الأهلية اللبنانية منذ 1975 حتى 1990، والذي لم يتقسم طائفياً في العراق إلا بعد عام 2003، أي بعد حقبة صدام حسين، الرئيس العراقي السابق. وبالتالي، أنتجت المشهدية "الشابة" مطالب جديدة وجدية بالمطالبة بالدولة المدنية بعيداً عن أي تناتش طائفي، وذلك بسبب أن الفئات المشاركة لم تعد "متشربة" الحقد الطائفي كما زمن الحرب، مما يصعب من مهمة الطبقة الحاكمة بفض هذين التحركين بسرعة.

رسائل محبة متبادلة

رغم الألم المشترك، لم ينس الشعبين الشقيقين التضامن مع بعضهما البعض، وشهدنا على الكثير من الصور التي وجه من خلالها رسائل محبة وتضامن، مع وضع علمي البلدين الى جانب بعضهما البعض، مما شكل وجها حقيقياً للشبه بالطبيعة المحبة للشعبين.

أكبر تظاهرات في بيروت وبغداد

وآخر أوجه الشبه تمثلت بالخروج بأكبر تظاهرات في بيروت وبغداد منذ أوائل الألفية الثانية، فبيروت تزينت بـ"تسونامي" بشري لم تشهده منذ آذار 2005، وبغداد خرجت بأعداد كبيرة ذكرت بمشهد العام 2003.

ونتمنى أن تتشابه الخواتيم، ليحصل الشعبين على ما يستحقان من عيش كريم ومستقبل مشرق.

المصدر: "اللواء"