أطلق مجهولون النار منتصف ليل أمس على مسؤول العلاقات العامة في الجماعة الإسلامية في بلدة شبعا ومسؤول منطقتَيْ حاصبيا ومرجعيون الشيخ محمد قاسم الجرار، حيث فارق الحياة متأثراً بجروحه بعد اصابته بأربع طلقات في بطنه، وتقوم القوى الأمنية بتحقيقاتها،كما ضرب الجيش طوقاً أمنياً في المكان وكثّف دوريات راجلة ومؤللة بحثاً عن الفاعلين بعد حصول الجريمة.
ويشيع الشيخ الجرار عصر اليوم الى مثواه الأخير حيث سيدفن بعد صلاة العصر في بلدته في شبعا.
وفي تفاصيل ما حصل، وثقت إحدى كاميرات المراقبة عملية القتل، حيث بدا الشيخ الجرار واقفاً أمام مستوصف الرحمة الطبي الذي يديره في شبعا، ويتكلم على الهاتف ومتردداً في الخروج والدخول، الى أن مرت سيارة أطلق منها النار عليه، وفرّت الى مكان مجهول.
وأفادت معلومات لـ"اللواء" عن أن الإتصال الذي كان يجريه الشيخ الجرار مرتبط بالمنفذين، فهناك من تواصل معه مسبقاً واستدرجه الى المستوصف بحجة التبرع بمعدات وأجهزة، بحسب ما أخبر الجرار أصدقائه الذي كان معهم قبل الجريمة، وعندما تواجد في المكان، أعادوا الإتصال به من رقم نيوزلندي للخروج من المستوصف حيث كانوا بانتظاره وأطلقوا النار عليه.
هذه التهديدات تطرح الكثير من التساؤلات حول هوية المنفذ،
وأشارت معلومات لـ"اللواء" أن الشيخ المغدور لم يتهم أحد بعد نشر فيديو
التهديد، ولم يكترث حينها للموضوع، وهو كان مقرب من جميع الأطراف في المنطقة، الى
جانب كونه من المساعدين الأساسيين للنازحين السوريين والداعمين للثورة السورية.
الجماعة الإسلامية تنعي الجرار
نعت "الجماعة
الإسلامية" في بيان الشيخ جرار "الذي اغتالته يد الغدر والعمالة والخيانة مساء
أمس".وأكّد البيان "أنّنا نعاهد الله ونعاهد الشيخ محمد على الثبات على درب
"الجماعة" ونهجها في نصرة المظلوم ومقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والأخذ
على يد المفسدين والاقتصاص من اليد المجرمة الغادرة".وقال مصدر في الجماعة على أن الشيخ
الجرار كان يتعرض للتهديدات لكن الجماعة لن توجه أصابع الإتهام الى أحد، فاسحة
المجال للأجهزة الأمنية والقضائية للقيام بواجبها.
والى جانب الجماعة، نعى "تيار المستقبل" الجرار، في
بيان دعى فيه الى مواجهة تداعيات هذه الجريمة بالوحدة والحكمة لتفويت الفرصة على
كل من يحاول التلاعب باستقرار شبعا وتهديد أمنها وإثارة الفتنة بين أهلها. في حين
دانت حركة حماس الجريمة، وأكدت أن الشهيد الجرار قضى عمره في خدمة وطنه وأمته، لا
سيما وقوفه الدائم مع القضية الفلسطينية.
بدوره، استنكر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب
قاسم هاشم، في تصريح، الجريمة وأكد أنّ "ما حصل جريمة بكل ما يعني الاجرام، ويستهدف
الامن والاستقرار في بلدتنا ومنطقتنا ومحاولة لزرع الفتن والتي تخدم أعداء الوطن
وزعزعة الاستقرار".وأهاب، بالأجهزة الأمنية والقضائية الاسراع بكشف ملابسات هذه
الجريمة وأسبابها وغاياتها، لوضع حد لاستغلال هذه الجريمة النكراء
المستنكرة"، معتبراً أنّ "هذه مسؤولية المعنيين للقيام بواجبهم الوطني
وإنزال العقوبات بمن سولت لهم انفسهم ارتكاب هذه الجريمة وعلى مسافة أمتار من
اراضي مزارع شبعا المحتلة وما يعني ذلك على مستوى القضية والانتماء".
المصدر: "اللواء"