بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 شباط 2020 12:21ص دردشة عبر الهاتف...مع الشاعرة رانيا مرعي

الشاعرة رانيا مرعي الشاعرة رانيا مرعي
حجم الخط
هي زوجة، أم، مدرّسة وشاعرة، من مشغرة، البلدة البقاعية التي غنّت لها فيروز. تدريس اللغة العربية مهنتها، كتابة الشعر هوايتها، واللغة العربية عندها شغف وهُوية، وقد صدر لها حتى الآن ديوانا شعر، الأول بعنوان «خُطى من ياسمين»، والثاني «بلا عنوان».

في دردشة معها على الهاتف تحدثت رانيا عن الحب والمرأة واللغة والثورة..

سألناها:

{ ما أبرز المواضيع التي تتناولينها في شِعرك؟

- الحب والمرأة.. موضوعان تدور حولهما كتاباتي دفاعاً عنهما..

{ تدافعين عن الحب، ألم يخذلك يوماً؟

- أبداً.. الحب كان وما يزال في قلبي وإلى جانبي، وأنا متمسّكة به لأنه يحيط بنا بكل أشكاله. والمرأة هي عنوان للحب والوجه الآخر له. ثم استدركت قائلة:

- ألا يكفينا حب الأمومة!.. ثم المرأة إذا أحبّت، أبدعت، ودفاعي عنها ليس عن عبث.

{ ثورة 17 تشرين ألم توحي إليك بقصيدة شعر؟

- أكيد... كتبت ثلاث قصائد بين الفصحي والعامية، عبّرت فيها بشكل عفوي عن تأييدي للثورة مع رجاء أن تغيّر وجه الوطن لإستعادة الحقوق والأحلام المنهوبة.

وتابعت: إن أكثر ما أوجعني هو منظر بيروت والدمار الذي حلّ بها خلال المواجهات التي حصلت مع الأسف بين الثوار وقوى الأمن وبين الثوار والمندسين، فقلت:

يا ليت ما حلّ بك حلّ بنا

بيروت يا بيروت يا عزّنا

لو أن نزفنا يشفي جرحك

لوصلنا شريانك بشرياننا

{ كيف تصفين علاقتك كأديبة مع تلامذتك؟

- هنالك دائماً نشاطات ثقافية أدبية شعرية إن لحفظ الشعر وإلقائه من جهة وان لكتابته من جهة أخرى.

وغالباً ما يفاجئني تلاميذي بقصائد يكتبونها ويطلبون مني تصحيحها، ومنهم من يسأل: «كيف نصير شعراء؟».

{ كيف نصير شعراء؟

- إلى جانب الموهبة هنالك التمكّن من اللغة سواء الفصحى أو العامية، الإطّلاع على تجارب شعرية مختلفة، التمعّن في الصور الشعرية وقراءة الشعر بكثرة، وسكب المشاعر الفيّاضة بصور شعرية حيّة إبداعية وجذابة.

{ هل لمست تأثّر الطلاب بجو الثورة؟

- طبعاً وجدّاً، خاصة طلاب المرحلة الثانوية، فهم وهن لديهم رغبة كبيرة بالتغيير كون مستقبلهم على المحك. هم يعانون من ضغط نفسي كبير، يريدون البقاء في لبنان لكنهم يخشون من الغد ومن اضطرارهم للسفر سواء للدراسة أو العمل أو حتى لتأكيد الذات.. يشعرون بأن أحلامهم غير واقعية... الوضع الاقتصادي ضاغط ولا يسمح بتحقيقها... ينادون ولكن لا أحد يسمع.. شبابنا يعانون من فوضى في تحقيق مساراتهم.

{ كيف تُطمئن المعلمة تلاميذها؟

- مهنة التدريس شاقة، وكثيرا ما نضطر إلى تجميل الحقيقة المرّة، والتأكيد على أن لبنان أمانة بأعناقهم، هم أجيال الغد وعليهم دائماًً المواجهة بسلاح الفكر والثقافة والتضامن والمحبة وعدم خذلان الوطن وتركه لمن يعبث به، ونُصرّ عليه الابتعاد عن اللغة الطائفية والمذهبية والشوارعية وتقبّل الآخر واتقان أدبيات الحوار.

{ ماذا عن اتقانهم لأدبيات الحوار؟

- هنا لا بدّ من أن أعود إلى اللغة العربية وأشير بأن هنالك أزمة في تقبّل اللغة الفصحى بين الطلاب.

{ والحل؟

- الحل يكون بتبسيطها وتجميلها وإعطاء صورة غير نمطية عن حصة اللغة من خلال النشاطات المستمرة وفسح المجال للطلاب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم ضمن جلسات حوار يتمُّ خلالها دعوة أدباء وشعراء للمشاركة فيها، إضافة إلى المشاركة بالنشاطات الثقافية التي تقام في المناطق حولنا، بهذه الطريقة نشجّع الشباب والشابات على التمسّك باللغة لأنه هُوية.

{ لماذا برأيك يبتعد الشباب عن استخدام اللغة العربية؟

- هناك أكثر من مؤثر... لغة النت مثلاً، فالطلاب يلجأون إلى الكتابة بلغة النت حتى في الواجبات المدرسية ظنّاً منهم أنهم يواكبون التطوّر العالمي فيما هم يبتعدون ويخسرون لغتهم الأصلية.

كذلك هنالك سبب آخر ألا وهو إخفاق بعض الأساتذة في ترسيخ مبادئ اللغة من خلال اعتمادهم على التلقين، وعدم جعل اللغة تواكب متطلبات الشباب، فاللغة العربية لغة واسعة وحيّة ولا يمكن اختصارها في الكتاب أمامي.

ثم ان حشو الطالب بمعلومات يسمعها ويحفظها تؤثّر كثيراً على قدرته في تركيب جملته. على الطالب أن يتعلم كيف يصبر ويصيغ المعلومات التي لديه بلغته الخاصة دون الاعتماد على الحفظ.

وأضافت: أنا مع المبادرات الذاتية، فالتصويب المتكرر والدعم يجعلنا نبلغ الهدف المرجو.

{ وصلت الثورة الى زحلة.. كيف تواجه المدارس تأثيرها على الطلبة، والمناهج الدراسية؟

- تجتهد المدارس في التعويض عن النقص بالتعليم باختصار العطل الطويلة، وإقامة خطة طوارئ تعتمد على الأساتذة في إيصال الأفكار إلى الطلاب تحديداً طلاب الشهادات الرسمية.

{ هل من كلمة أخيرة؟

- إن دورنا كمربّين كبير ومهم لمساعدة الأجيال والوطن على تخطّي الأزمة التي نعيشها بأقل الخسائر المعنوية الممكنة، وأن نضع نصب أعيننا أن الوطن باقٍ وعلينا التشبّث به وأن نفيه حقه.

وأحب أن أؤكد بأن لا شيء يُضاهي القراءة الورقية، لأن الورق يتضمن رائحة الكلمة وعذوبتها. وشكراً جريدة «اللواء».

  حاورتها: