بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تشرين الأول 2019 12:00ص دردشة عبر الهاتف...مع زهراء عبد الله رئيسة جمعية «حماة البيئة»

زهراء عبدالله زهراء عبدالله
حجم الخط
من حرقة أب يرى بأمّ عينيه كيف تحرق قنابل العدو أرضه في الجنوب الصامد، أسّست زهراء عبد الله جمعية «حماة البيئة».

وفي الأرض المحروقة وبإرادة الحياة والبناء قررت التحدّي وإنجاز مشروع حصن الوزاني على الحدود مع فلسطين المحتلة.

حول هذا تحدثنا زهراء قائلة: كانت تحزنني الأرض المحروقة وهي أرضنا... ويحزنني الحزن في عينيّ والدي... ورؤية التلوث وتراكم النفايات... ويؤلمني أننا عندما بدأنا بالمشروع كان الإسرائيليون يدخلون أرضه باللباس العسكري ويعطّلون العمل والجرافة فيه لمنعنا من الاستمرار، إلا أننا تابعنا المشروع رغماً عن تدخّلاتهم السافرة وأنجزناه بظروف صعبة. كان التحدّي والرغبة في البناء أقوى من السلاح.

{ هل ترافق تأسيس الجمعية مع بناء المشروع؟

- نعم، تأسيس الجمعية أتى على خلفية الحفاظ على النهر من التلوث لذلك عملنا حملات نظافة وانضمينا إلى جامعة الدول العربية، وبدأنا كجمعية نتلقّى منها معلومات عن كيفية الحفاظ على البيئة وتنمية منطقة الجنوب.

وأول ما فكرت فيه هو إنماء مشروع سياحي بيئي، فكان مشروعي حصن الوزاني حيث استعملت في بنائه كل ما ينتج عن الطبيعة كحجر البازلتي الذي يتميّز به أرض الموقع كونها أرض بركانية.

واستعملت القصب والخشب للخيم، وبنيت الشاليهات من الطين والتبن، واستفدنا من كل طاقة طبيعية ممكنة.

كما زرعنا الشجر على طول الطريق الملاصق للمشروع والذي يقود إليه.

ورغم كل المحاولات الصبيانية لقص الشجر وعرقلة البناء، إلا أننا استمرينا بالعمل، وأنجزنا مشروعاً راقياً ومميّزاً.

{ نسمع بأن المنطقة تعجُّ بالكلاب الشاردة، هل هذا صحيح؟

- الكلاب تجد في البيئة الملوثة بالقاذورات بيئة حاضنة، مما يُشكّل خطراً على الإنسان بسبب الكلاب الشاردة والخطيرة منها أمثال نوع «سيكال» و«الهنين» وهي مسعورة بداء الكلب، وعددها يكثر يوماً بعد يوم.

وهنالك من تضطره الظروف المعيشية إلى رمي كلابه الأليفة في هذه المنطقة.

{ ماذا تفعلون لمعالجة الوضع؟

- نحاول إيجاد جمعية أو منظمة نتعاون معها لخلق توأمة تساعدنا على إيواء الكلاب ومعالجتها. وعن جمعيتنا فقد هيّأنا الموقع بمساحة 320 مترا لبناء مستشفى للكلاب، وهذا يستوجب وجود فريق عمل وسيارة خاصة لنقل الكلاب لأن التعامل معها دقيق، إضافة إلى وجود طبيب بيطري ومساعدين.

{ ماذا عن الكلاب المسعورة.. كيف يتم التعامل معها؟

- ممكن إحضار لقاحات للكلاب تلقح بالقنص من الجو لتهدئتها ومن ثم معالجتها بالطرق السليمة وخصيه، أو إذا تبيّن بأن الكلاب مسعورة ممكن حسب رأي الطبيب البيطري التخلّص منها بطريقة حضارية. ويبقى الهدف الحرص على المارة من الكبار والصغار من عضّات الكلاب الخطرة.

{ ماذا عن الأدوية للمعضوضين.. هل يتوافر لقاح لهم؟

- من المؤسف أننا لا نحصل على اللقاح دائماً.

{ لماذا؟

- لأنه يُستورد من الهند بكميات قليلة، وهي الوحيدة التي تصنعه وتصدّره، وأيضاً بكميات محدودة.

{ يقال بأن إسرائيل تطلق كلابها المسعورة في المنطقة.. هل هذا صحيح؟

- لا أشك بذلك، فقد أصبح عددهم هائلاً جداً، وأصبح من الضروري أن تساهم الدولة في حل هذه المعضلة.

{ كلمة أخيرة؟

- يحزنني أن منطقتنا بحاجة للكثير من الاهتمام، بحاجة إلى نهضة إنمائية، إضافة إلى لجم الكلاب المسعورة وإيجاد مأوى للأليفة منها، وتأمين اللقاح والأدوية للمصابين بعضّتها، وضد داء الكلب. وجمعيتنا مستعدّة لتقديم ما يُمكن تقديمه للمساهمة في حماية البيئة. ولكن تبقى بحاجة إلى تعاون الجهات المسؤولة، والجمعيات المدنية، والمنظمات الدولية.

وهنا أغتنم هذه الفرصة لأطلق صرختي متمنية التجاوب معنا لمعالجة هذه الظاهرة بطرق حضارية.