بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 حزيران 2019 12:00ص دردشة على الهاتف ... مع هلا فارس

هلا فارس هلا فارس
حجم الخط
هي كريمة النائب السابق مروان فارس ومديرة الإنماء السياحي في وزارة السياحة سابقاً، الناشطة في عدّة جمعيات خيرية وإنمائية السيدة هلا فارس.

هلا فارس لم تشذ عن القاعدة في بيت كان همَّه خدمة المواطنين. فهي كذلك انضمت إلى مؤسسة «نادج ليبانون»، وهي جمعية لا تتوخى الربح، أُنشئت عام 2017 بهدف نشر مفاهيم الاقتصاد السلوكي وعمليات الترغيب للتغيير عبر الاختبارات الاجتماعية وتنظيم المؤتمرات والتدريب.

ومعها كنت الدردشة حول الاقتصاد السلوكي ومفهوم «نادج»:

{ وعندما سألناها ما هو الاقتصاد السلوكي؟... قالت:

- هو مجال علمي جديد يجمع بين الاقتصاد وعلم النفس ليفسّر طريقة تصرّف النّاس وأخذ القرارات. ويأتي كردّة فعل على النظرة الكلاسيكية للاقتصاد التي تعتمد على فرضية أن الناس عقلانيين وأنهم يستطيعون أخذ كل قراراتهم بطريقة صائبة كل مرّة عبر دراسة الجدوى، بينما في الواقع إن كل قرار نتخذه في حياتنا ممكن أن يشذّ عن دراسة الجدوى ويتأثّر بالمجتمع وبظروف معينة أو بتحيّزات إدراكية تؤثر في سلوكنا.

{ وهنا يأتي دور «نادج» في تصويب القرار؟

- نعم... فصنّاع القرار عادة يعتمدون على أدوات مثل فرض القوانين، الضرائب والتحفيز المادي لجعل المواطن يتصرّف بطريقة مناسبة، بينما هذه الأدوات قد لا تنجح. وهنا تأتي أهمية الـ «نادج» كأداة مكملة وفعّالة وغير مُكلفة، من دون حدّ الخيارات الأخرى، في إعادة هندسة الخيار، عبر الدفع والتحفيز «النادج»، بالاعتماد على اختبارات علمية للتأكّد من فعالية التدخّلات.

{ كيف راج هذا العلم أو هذا المفهوم؟

- هذا المفهوم أخذ رواجاً كبيراً منذ صدور كتاب «نادج» عام 2007 لمؤلفه ريتشارد تايلر، المؤسّس الشريك لـ «نادج» وعلى أثره فاز بجائزة «نوبل» للإقتصاد سنة 2017.

وتكمن أهمية الكتاب في أنه دفع إلى إنشاء وحدات متخصصة «للنادج» في مراكز صنع القرار. وهنالك 250 وحدة «نادج» بالعالم.

{ وفي لبنان؟

- في لبنان أسّس د. فادي مكي «نادج ليبانون» وهو رئيس المؤسسة التي بدأت بأربعة أشخاص وهي اليوم تضم 15 شخصاً، ويُعتبر لبنان ثاني وحدة مُؤسِسَة «لنادج» في العالم العربي، في حين تأتي قطر أول وحدة تدخل اقتصاد سلوكي بهدف التنمية، ومن بعد لبنان أُنشئت وحدات في الكويت والإمارات والسعودية.

ومؤخراً عُقد في نيسان الماضي مؤتمر «القمة العربية للاقتصاد السلوكي» في لبنان للسنة الثانية على التوالي ضمّ أكثر من 300 مشترك و36 متحدثاً من العالم العربي والأوروبي، وأميركا، وجنوب أفريقيا، وهم من صنّاع القرار والخبراء والأكاديميين، وكان بالتعاون مع وحدة قطر للتنمية. وقد تناول الخبراء عشرة محاور تشمل تطبيقات الاقتصاد السلوكي على عدّة قطاعات منها: التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الصحة العامة، التربية، محاربة العنف، الرياضة، الإلتزام بالقوانين، أخلاقيات نادج، البيئة والتنمية المستدامة لتمكين المرأة والأقليات في المجتمع.

كان المؤتمران برعاية رئيس الجمهوري العماد ميشال عون، مما يعني أن الدولة اللبنانية مقتنعة بهذا المفهوم الجديد للتغيير ومواجهة التحدّيات الاجتماعية والاقتصادية.

{ كيف تقيّمين تطبيقات «نادج» في لبنان؟

- لدينا في لبنان أكثر من 30 اختباراً، نجح أكثرها، منها: دفع الإلتزام بحزام الأمان، عدم استخدام المواد أو العلب البلاستيكية في خدمة المطاعم للمنازل، عدم هدر الطعام بعد الانتهاء من الوجبة في المطاعم بل أخذ ما تبقّى منها إلى البيت وغيرها.

فالنادج هو بعلم النفس استعمال طريقة لتحسين سلوك النّاس. فإذا كانت الدولة ترسل إنذارات للمواطنين لدفع الضرائب بانتظام وعلى الوقت، فـ «نادج» ترسل رسائل للمواطنين تعلّمهم بأن 90٪  من المواطنين يدفعون الضرائب بانتظام وعلى الوقت. وأثبتت هذه الطريقة فعاليتها.

{ ماذا تتوقّعين لهذا المفهوم الجديد؟

- أتوقع له الرواج لأنه وسيلة سهلة وغير مكلفة، وهو المفهوم المستقبلي للإقتصاد، نحن نتعاون اليوم مع عدّة وزارات ومؤسسات حكومية ومنظمات عالمية ومحلية بهدف اجتماعي، ونتمنى بل ونسعى لأن يصبح رائجاً في كل المجالات والمؤسسات.