خاص

يحكم الزولو زعيم سام يتمتع بسلطة مطلقة، ولكل عشيرة أي المجموعة الأسرية رئيس ينتقل إليه المنصب بالوراثة. وقد جرت العادة بأن لا يقيم الزولو في القرى دائماً يعيشون في جماعات صغيرة، تقوم بينهم أواصر القربى. ويطلق على هذه المستوطنات اسم «الكرال»، وهي عبارة عن عدد من الأكواخ، ترص فيما يشبه دائرة منتظمة، وتضم الماشية، يحوطها سياج، أما «الكرال» الرئيسي، أي التي يتخذها الزعيم مقاماً، فأكبر من غيرها وتشبه معسكراً حربياً. ومساكن الزولو تشيد بأسلوب بسيط لأن من عادتهم أنهم كثيرو الترحال. وأكواخهم دائرية، ولسقوفها شكل القباب، وهي مجردة من النوافذ، وبابها فجوة صغيرة عرضها ستون سنتيمتراً، وارتفاعها خمسة وسبعون. وليس في الكوخ إلا غرفة واحدة. ويقوم الرجال ببناء الهيكل الخشبي من الأغصان الطرية اللينة، وبعدئذ تتولى النساء تكملة الكوخ، بتسقيفه بعناية بالأعشاب والقش، حتى لا ينفد منه المطر.

يعتمد الزولو، بصفة أساسية في ردائهم على جلود الحيوانات وجلود الثيران، والوعول هي اكثر شيوعاً، ورداء الزولو خالٍ من التعقيد، فهو للرجل مجرد ستر للعورة، أما المرأة فتلبس قميصاً بسيطاً من الجلد. أما السحرة الأطباء، ورؤساء العشائر، فيمكن أن يميزهم المرء عن سواهم بمظهرهم فثياب الساحر الطبيب تحلى بالريش، بينما يرتدي رؤساء العشائر جلود الفهود.

للصيد أهمية عند الزولو، فيدربون عليه منذ بكور الطفولة. ولما كان من النادر أن يذبحوا مواشيهم ويقتاتوا بها، فإنهم يحصلون على مؤونتهم من اللحم، بصيد الحيوانات البرية، وخاصة الوعول والظباء، غير أن صيد هذه الحيوانات محظور في الوقت الحاضر، ولذلك أصبحوا يعتمدون على الحيوانات المنزلية. وقد كان السلاح الرئيسي للزولو هو الرمح النبوت المعقد. وهذا النبوت عبارة عن عصا بعقدة سميكة، وعندما يقذف به الغزال الهارب بقوة كافية، فإنه يكسر قائمته، وهو وإن كان سلاحاً بدائياً، إلا أنه فعال جداً، وتضم رحلات الصيد في بعض الأحيان، المئات الصيادين. وفي هذه الحالات، يضرب الصيادون حصاراً حول طرائدهم، ثم يضيقون حلقة الحصار تدريجياً، حريصين على ألا يتيحو لأي طريدة فرصة الافلات وعندما يطبقون عليها ويقتربون منها بمسافة كافية، فإنهم يقذفون الحيوانات المحاصرة بالرماح، فإذا طاشت وأخطأوها، رموها بالنبابيت المعقدة. ومن النادر جداً أن يتمكن الحيوان من الهرب. 

بغض النظر عن رؤساء العشائر، فإن السحرة الأطباء، هم أصحاب النفوذ الأكبر بين الزولو، فإنهم يعتقدون أن في وسع السحرة الأطباء أن يشفوا الأمراض، وأن يتسببوا في موت إنسان يبدو صحيح البدن، مبرءاً من العلل، وهم يستدعون في الأحيان. لممارسة سحرهم.