بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2018 12:21ص قيادات تستذكر محطات وضّاءة في مسيرة الشهيد الرئيس رفيق الحريري الرجل الإستثنائي في تاريخ لبنان

حجم الخط
 في ذكرى استشهاده الـ«13»، يبقى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبما اختزلته شخصيته الاستثنائية، الحاضر الدائم في ذاكرة اللبنانيين الذين أحسوا بفداحة خسارة هذا الرجل الذي أعطى لبلده أغلى ما يملك، وقدم حياته ثمناً لوحدته واستقلاله، فكانت شهادته المشعل الذي أنار طريق اللبنانيين نحو الحرية واستعادة القرار.
في «14 شباط» يستعيد اللبنانيون محطات وضاءة من تاريخ مشرق لبلدهم رسمه قائدٌ فذٌّ إسمه رفيق الحريري الذي نهض بلبنان من كبوته بعد الحرب، وحطّ به على الخارطة الإقليمية والدولية، مستثمراً وموظِّفاً علاقاته وصداقاته مع زعماء العالم، في مصلحة إنهاض المؤسسات اللبنانية وتفعيل حضورها على مختلف المستويات، فكان رجل الإعمار الأول، وله الفضل الأساسي في إعادة الوجه المضيء للبنان بعد سنوات الحرب العجاف، إيماناً منه بأهمية دور وطنه وشعبه بين الأمم المتحضرة، ولا يزال الرئيس الشهيد ماثلاً في ذاكرة اللبنانيين، كما كان في حضوره، لأنه قدّم الكثير لهم، وهل هناك أغلى من أن يُستشهد الإنسان في سبيل بلده بعدما أعطى كل ما عنده؟
في مناسبة 14 شباط، تحدثت لـ«اللواء»، مع مجموعة من الشخصيات عن مكانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاستثنائية وما حققه من إنجازات في حياته، مدافعاً صلباً عن بلده وساعياً من أجل إعلاء شأنه في المحيط والعالم.
الوزير المرعبي
ويستذكر وزير شؤون النازحين معين المرعبي «رجل كبير وعظيم هو بالنسبة إلينا والعالم، أمة في رجل، فهذا القائد الكبير الذي كانت له أياد بيضاء في نقل لبنان من مرحلة الحرب إلى مرحلة الأمن والأمان، لا بل إلى مرحلة إعادة الإعمار وإزالة الخراب وإدخال البلد في عصر التطور والتقدم، ودائماً أردد إن الرئيس الشهيد ورغم مرور 13 سنة على استشهاده، فإن جريمة اغتياله وكأنها اليوم، ونحن لا زلنا نحاول القيام بتنفيذ المشروعات التي أراد القيام بها في كافة المناطق اللبنانية، وفي عكار نقوم حالياً بمحاولة تنفيذ ما كان يفكر الرئيس الشهيد بإنشائه وتنفيذه في مناطقنا»، مشدداً على أن الرئيس الشهيد كان يفكر بتحقيق السوق العربية المشتركة وكيف كان يعمل لتقريب وجهات النظر العربية، من خلال عمله كوزير خارجية العرب للعالم بأسره.
وأكد المرعبي «أننا نستذكر الرئيس الشهيد عروبياً أصيلاً مدافعاً عن القضية الفلسطينية والعربية من الطراز الأول، وهذا ما يجعلنا عاجزين عن إيجاد الوصف الذي نستطيع من خلاله التعبير عن هذا الرجل وعن حجمه وتأثيره على لبنان والعالم بأسره، فهو استثنائي جداً لن يتكرر في المائة سنة المقبلة أو أكثر»، مضيفاً: «لكن البركة، كل البركة إن شاء الله في خليفة الرئيس الشهيد، الرئيس سعد الحريري الذي يحمل صفات والده رحمه الله والذي يسير على نهجه، وهو ما حمل إلى البلد إلا الخير والأمن والأمان والتقدم والتطور وجمع اللبنانيين على خير بلدهم وتقدمه وتطوره».
محمّد قباني
ويقول أيضاً عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب محمد قباني في هذه المناسبة «إنه كلما مرّ عام نشعر بحجم الخسارة الذي يكبر ولا يصغر، إذ أن المآسي تبدأ كبيرة ثم تصغر، أما مأساة غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهي تحافظ على الأقل على حجمها الكبير، فالرئيس الشهيد لا يُعوّض، وأعني كل كلمة أقولها، أي أنه لم يأت رجل بقدراته في لبنان، ولن يأتي رجل مثله، لا في المستقبل القريب ولا في المستقبل البعيد ولا في المستقبل البعيد البعيد»، مشيراً إلى أن «ظاهرة رفيق الحريري لا تتكرر حتى بعد مئات وآلاف السنين، وهنا لا أجامله ولا أجامل عائلته، لأنني لست مرشحاً للانتخابات، ولكن هذه كلمة حق، ولا أرى أنه بالإمكان أن يتكرر رفيق الحريري، فالرجل يصح عليه القول، إن الخالق سبحانه وتعالى خلقه وكسر القالب، فهو رحمه الله لم يكن يعرف المستحيل، والذي كان يستطيع أن يحقق كل ما يريد، فيزيح العراقيل التي تعترضه ويهدم الجبال ويعيد البناء، ونحن في لبنان خبرناه وهذا هو سر نجاحه، ثم إن رفيق الحريري نشأ في بيئة فقيرة، في عائلة فلاحين واستطاع أن يكوّن لنفسه مكانةً كبيرة، وهذا ما سمعته منه في أواخر أيامه، وكنت في السيارة معه ومع الصديق سليم دياب، فقال: «تخيلوا من حمل كيس البرتقال على الكتف، وصولاً إلى الاجتماع بإمبراطور اليابان الذي يستقبل عشرة أشخاص فقط في السنة». لقد دخل إسم رفيق الحريري التاريخ، ليس في لبنان فحسب، بل في العالم، إنه الإسم السحري الذي يفتح لك الأبواب، وهو بالتالي مثل إسم غاندي في الهند، وديغول في فرنسا».
ويرى قباني أن هذه الشخصية وهذا الطموح، وهذا الحجم، هو ما نفتقده اليوم في رفيق الحريري. وأقول إننا نعمل اليوم معاً من أجل الاستمرار بقيادة قائد المسيرة الرئيس سعد الحريري الذي يعمل كل ما يستطيع لتحقيق طموحات الرئيس الشهيد ويحافظ على لبنان ووحدته واستقراره، وندعو له بالتوفيق.
فادي الهبر
من جهته، رأى عضو كتلة «حزب الكتائب» النيابية النائب فادي الهبر، أن «14 شباط، ذكرى اغتيال شخصية لبنانية وطنية مميزة أعطت لبلدها الكثير، حيث أنه بغيابها وقع لبنان في انزلاقات كبيرة، وإذا كان من نتائجها الإيجابية خروج الجيش السوري من لبنان، فإن القرار أصبح في الضاحية الجنوبية، بعدما كان قبل اغتيال الحريري في عنجر. وللأسف لم تستمر انتفاضة الاستقلال ولم تكن هذه السلطة وفية لدماء رفيق الحريري والشهداء القياديين الذين سقطوا في السنوات الماضية، فجميعنا يدرك أن هناك سلطة مشرعنة فوق الرئاسات الثلاث، وهذا يؤكد أننا في شبه دولة وليس في دولة طبيعية، سيما وأنه بعد غياب الشيخ الحريري، تعاظم الجيش الشيعي ودعم وهج السلطة للشيعية السياسية، وبالتالي يمكن القول إن لبنان بلد مخطوف، بعد رفيق الحريري من قبل «حزب الله»، بعدما كان قبل الـ2005 مخطوفاً من قبل سلطة الاحتلال السوري، وهذا بالتأكيد يشكل إرباكاً للسلطة ويعيق عجلة الدولة وتطورها، ويفاقم في المقابل المديونية والفقر والفساد».
المفتي الجوزو
واعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، أن «14 شباط ذكرى مؤلمة لأنها أدت إلى خسارة رجل عظيم، الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، ضياع هذه الطاقة الكبيرة الحيوية التي أدت دوراً كبيراً في لبنان، لناحية تحديثه وإعماره وإعادة الحياة إليه، الرئيس الحريري قيمة كبيرة جداً خسرها لبنان، بسبب حماقة الحمقى وتعصب المتعصبين وتزمت المتزمتين، وهذا للأسف ما يدعونا دائماً لأن نذكره بالخير، لأنه ذهب ضحية هذا الفساد الأخلاقي».
شارل جبور
ويشدد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور، على أن «14 شباط مناسبة وطنية كبيرة، استطاعت التأسيس لمرحلة جديدة في لبنان، رغم أنها كانت محطة مؤلمة باستشهاد زعيم كبير إسمه رفيق الحريري، لكن على الرغم من هذا الاستشهاد، على غرار اغتيالات أخرى أخذت لبنان نحو الدماء، إلا أن هذا الاغتيال أخذ لبنان نحو انتفاضة مليونية في شوارع بيروت أدت إلى تغيير الواقع السياسي في لبنان، من واقع احتلالي سوري إلى واقع سياسي جديد، تحت عناوين جديدة، ولذلك فإن هذه المناسبة محطة وطنية كبيرة يُفترض أن يكون فيها وقفتان، وقفة وجدانية، إجلالاً وتكريماً لشخصية لبنانية تاريخية، ووقفة تأمل سياسية للحركة التي أدت إلى واقع غير مسبوق في تاريخ اللبنانيين الذين تمكنوا من إخراج جيش الاحتلال السوري وفي مواجهة سلاح متفلت من ضوابط الدولة، وكانت هذه الحركة سبّاقة في كل الثورات العربية، بحيث أثبتت أنه من خلال ثورة سلمية قادرة أن تحقق الشعوب إنجازات بعيداً من العنف».