أعلن اتحاد نقابات المخابز والأفران في لبنان أمس، تنفيذ إضراب يوم الإثنين المقبل، تنفيذاً لتهديدات أطلقها القطاع في وقت سابق، في حال لم تتم معالجة أزمة استحصاله على الدولار بسعر الصرف الرسمي أو إلزام المطاحن على استيفاء ثمن الطحين من المخابز والافران بالليرة اللبنانية.
ونظراً لتجاهل المعنيين لمطالب قطاع المخابز والأفران، بحسب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران في لبنان كاظم ابراهيم وبعد تبلّغهم من تجمع المطاحن زيادة سعر طن الطحين بمعدل 30 الف ليرة لبنانية بصورة مبدئية، وسداد الفواتير بالدولار الاميركي دون سواه، أعلنت المخابز والافران رسمياً الإضراب يوم الاثنين المقبل في كافة المناطق اللبنانية.
أسباب الأزمة
وللوقوف على خلفيات الإضراب المرتقب للمخابز والأفران والاسباب التي أدت الى اتخاذ قرار تنفيذه لا بد من التذكير بأن كميات احتياط القمح المخزّن لدى المطاحن انخفضت مؤخراً على نحو خطر، ولم يعد كافياً لتغطية حاجة الإستهلاك المحلي لأكثر من 40 يوماً. كما ان أزمة شحّ الدولار وتوقف المصارف عن تسليم العملة الخضراء للمطاحن ما زالت قائمة. إذ لم يعمل القطاع بالتدابير التي اتخذها مصرف لبنان (أي التعميم 530) باعتبار أن التعميم لم يشمل كميات القمح المستوردة قبل تاريخه، ولم يتطرق التعميم، وفق أصحاب المطاحن، إلى المستحقات المتراكمة عليهم للمصارف بالدولار، كما لم يشمل الحل الديون المستحقة على الأفران لصالح المطاحن.
الملاحظات حول تعميم مصرف لبنان رقم 530 دفعت بالمطاحن إلى رفض تنفيذه والاستمرار ببيع الطحين للأفران والمخابز مقابل الدولار فقط. وهو ما بات متعذّراً الحصول عليه من المصارف، ما دفع بالأفران والمخابز إلى رفض الاستمرار بتأمين الدولار بأسعار مرتفعة من الصرافين لشراء الطحين، الأمر الذي ينبىء بأزمة خبز قريباً. وهو فعلياً ما أعلنت عنه يوم أمس اتحادات المخابز والأفران.
المؤتمر
وكان اتحاد نقابات المخابز والأفران أعلن الإضراب الإثنين المقبل، خلال انعقاد الجمعية العمومية في مطعم «وردفانتيزي» - طريق المطار، برئاسة رئيس الاتحاد كاظم ابراهيم. وقد ناقش المجتمعون الوضع الذي يمرّ به قطاع الأفران والمخابز في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة والوضع النقدي السيئ الذي قد يؤثر على عمل المخابز والأفران، في وقت يعاني القطاع من مصاعب عديدة متراكمة ناتجة عن قرارات ارتجالية اتخذها عدد من المسؤولين.
وأعلن المجتمعون أنهم تبلغوا «من أصحاب المخابز والأفران من تجمّع المطاحن زيادة سعر طن الطحين بمعدل 30 ألف ليرة لبنانية بصورة مبدئية، على أن يسدّد سعر الطحين بالدولار الأميركي دون سواه، علماً أن كلفة العناصر الباقية الداخلة في صناعة الرغيف ارتفعت بصورة كبيرة، وتسدَّد أيضاً بالدولار، ونحن نبيع الخبز بالليرة اللبنانية والدولار بات مفقوداً من السوق».
تضامن المطاحن
من جهته عقد تجمع المطاحن في لبنان اجتماعا استثنائيا وبحث في الاوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع نتيجة الوضع النقدي الذي تمر به البلاد وبنتيجة المناقشة، أكد المجتمعون ان تعميم مصرف لبنان رقم 530 لا ينطبق على عملية استيراد القمح وطبيعة عمل المطاحن لذلك غير قابل للتطبيق.
ولفت التجمع الى ان «المخزون الموجود لدى المطاحن وفقا لقرار وزارة الاقتصاد والتجارة الذي فرض مخزونا استراتيجيا لمدة 4 اشهر، ثمنه مازال عالقا مع المصارف التي تطالب بتسديده بالدولار الاميركي وامكانية التحويل من الليرة اللبنانية الى الدولار الاميركي غير متوفرة وخصوصا بعد صدور التعميم المذكور اعلاه».
وشدد التجمع على «عدم مبالاة المسؤولين المعنيين بقطاع المطاحن وقال: امام هذا الواقع المرير الذي نعيش فيه اضطررنا الى اتخاذ قرار لبيع الطحين وقبض ثمنه بالدولار الاميركي للحفاظ على مؤسساتنا واستمرارها في العمل معلناً التضامن مع قطاع الافران لجهة عدم قدرتهم على تسديد المترتب عليهم بالدولار غير المتوفر بالسعر الرسمي لأننا نمر بالمشكلة نفسها.