بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 حزيران 2018 12:46ص واشنطن تستخدم «الفيتو» ضد حماية الفلسطينيين

جريمة الإحتلال بإغتيال المسعفة النجار في غزة استغلالاً للتغطية الأميركية

حجم الخط
يتعمّد الإحتلال الإسرائيلي اغتيال الفلسطينيين بدم بارد وعن سبق إصرار وتصميم، خلال المواجهات في قطاع غزّة أو الضفة الغربية والقدس.
ولا يفرّق في اعتداءاته بين متظاهرٍ سلمي أو مَنْ يقوم بمهمّة إعلامية أو طبية بإسعاف المصابين.
ويُمعِن الإحتلال في غيّه لغياب المحاسبة الدولية، طالما أنّ انحياز الإدارة الأميركية لا يقتصر على تقديم الأسلحة والدعم المادي، بل إلى تغطية جرائمه واعتداءاته، وليس آخرها في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقص «الفيتو»، ضد مشروع قرار عربي تقدّمت به الكويت، يدعو لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني أمام اعتداءات الإحتلال في أعقاب مجزرته في قطاع غزّة.
فقد استخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» ضد مشروع القرار العربي، الذي حظي بتأييد 10 دول بينها فرنسا، الصين وروسيا، فيما امتنعت 4 دول عن التصويت.
علماً بأنّ أي مشروع قرار في مجلس الأمن يحتاج لموافقة 9 من أعضائه، وعدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية (بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، روسيا والصين) لحق النقض «الفيتو».
وأعلنت المندوبة الأميركية نيكي هايلي، في كلمة لها أنّ «واشنطن تعارض مشروع القرار العربي».
فيما اعتبر مندوب الكويت منصور العتيبي أنّ «دولة الإحتلال الإسرائيلي مستثنية من المحاسبة الدولية»، مشيراً إلى أن «عجز مجلس الأمن عن تنفيذ قراراته، سيساهم بالمزيد من التوتّر والعنف، ونشر الكراهية».
وفي حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، اعتبر المندوب الفرنسي في مجلس الأمن، أنّه «كان من المفترض إجراء المزيد من المشاورات حول المشروع العربي»، معلناً في الوقت عينه، عن أنّ «فرنسا أيّدت مشروع القرار العربي، بسبب العنف المفرط الذي استُخدِمَ ضد المتظاهرين والمدنيين في غزّة».
وشدّد على أن «صمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط ليس مقبولاً».
وكان مجلس الأمن قد صوّت في جلسته أيضاً ضد مشروع قرار تقدّمت به الولايات المتحدة من أجل حماية المدنيين «الإسرائيليين»، وإدانة الفصائل الفلسطينية.
وفي أعقاب التصويت، شهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تراشقاً للاتهامات بين نائب الوزير الإسرائيلي مايكل أورين والسفيرة الفرنسية في الكيان الإسرايلي هيلين لي غال.
وغرّد أورين الذي ينتمي إلى حزب «كولانو»، قائلاً: «أُثني على الولايات المتحدة لمعارضتها المقترح الذي قدّم لمجلس الأمن بشأن غزّة، الذي لم تذكر فيه «حماس» بكلمة، وأُدين فيه الجيش الإسرائيلي لدفاعه عن إسرائيل، عار على فرنسا لدعمها هذا المقترح، لا تستطيع الحكومة الفرنسية أنْ تقول إنّها ضد معاداة السامية، وتصوّت لصالح هذا القرار المعادي للسامية».
ولم يمر وقت طويل حتى جاء الرد الفرنسي، حين عقّبت السفيرة لي غال على التغريدة قائلة: «العار عليك يا سيد أورين، لإهانتك فرنسا عشيّة زيارة رئيس حكومتك لباريس، أنت لم تقرأ المقترح، صحيح أنه لم يكن مثالياً، ولكنه أدان كل أعمال العنف الموجّهة ضد إسرائيل».
ويأتي ذلك، في وقت يتوجّه رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم (الإثنين) إلى أوروبا، وضمن جولته لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
اغتيال الممرّضة النجّار
في غضون ذلك، اغتال قنّاص إسرائيلي ظهر الجمعة، الممرّضة الفلسطينية رزان أشرف النجّار (21 عاماً) بإطلاق النار عليها بشكل متعمّد نحو صدرها، ما أدى إلى استشهادها، قرب السياج الحدودي شرقي مدينة خان يونس - جنوبي قطاع غزّة، خلال قيامها بتقديم الإسعافات للجرحى في مسيرة العودة، في بداية الشهر الثالث التي حملت عنوان «من غزّة إلى حيفا (داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948)، وحدة دم.. مصير مشترك».
وكانت النجّار، المتطوّعة في الطاقم الطبي الذي يقدّم العلاج للمصابين، ترتدي زيّها الطبي الأبيض، وعبّرت عن سعادتها وفخرها بمساعدة الجرحى في مقابلات أجرتها معها وسائل الإعلام قبل ساعات من استشهادها.
وحاولت النجّار مساعدة أحد الشبان الذي أُصيب برصاص جنود الإحتلال، غير آبهة بالمخاطر، حيث كانت تسعى إلى القيام بواجبها، بمساعدة الشاب المصاب، فكان قنّاصة الإحتلال لها بالمرصاد، مطلقين الرصاص باتجاهها بشكل متعمّد، فأدّت رصاصة أصابتها في صدرها إلى استشهادها.
وجرى تشييع جثمان الشهيدة النجّار بموكب حاشد بمشاركة آلاف الفلسطينيين في بلدة فزاعة - شرق خان يونس، وكان بين المشيعين جرحى سبق وعالجتهم النجّار من إصابات خلال مواجهات سابقة مع الإحتلال.
وحُمِلَ جثمانها على الأكف ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، ليصل إلى منزل ذويها الذين ألقوا النظرة الأخيرة، قبل أنْ ينطلق الموكب الحاشد ويجوب شوارع خان يونس لتوارى الثرى.
وودّعت صابرين النجّار، جثمان ابنتها رزان، مؤكدة أنّ «قتل ابنتي كان مقصوداً، وليس عشوائياً، لقد قنّصت من قبل قنّاص من جيش الإحتلال الإسرائيلي، وكانت مستهدفة منذ اليوم الأوّل للمواجهات، لكن نجت من الموت مرّات عدّة».
وتساءلت الوالدة المفجوعة: «ماذا كان سلاحها، هذا هو سلاحها»، وهي تُشير إلى قطن وشاش طبي، كانت تستخدمه رزان لاسعاف المصابين.
ويتحدّث الجميع عن رزان، المعروفة لديهم، والمتواجدة في مواقع المواجهات لإنقاذ وإسعاف الجرحى والمصابين، لتستشهد وتكون «ملاك الرحمة الإنسانية» في شهر رمضان المبارك.
ولقيت جريمة اغتيال المسعفة النجّار، إدانة فلسطينية ودولية، للإحتلال بالقتل العمد، حيث غرّد مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الاوسط نيكولاي ماليدنوف عبر موقعه على «تويتر»: «المواطنون الطيبون ليسوا أهدافاً».
وأمام الضجّة الدولية عن جريمة اغتيال النجّار، زعم جيش الإحتلال أنّه سيفتح تحقيقاً في استشهادها.
وسريعاً جاء الرد الفلسطيني شجباً واستنكاراً لجريمة اغتيال المسعفة رزان، حيث أطلق المقاومون في قطاع غزّة رشقات عدّة من الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في غوش قطيب، اعترضت منظومة القبة الحديدية عدد منها، فيما سقطت صواريخ أخرى في إحدى الكيبوسات في إشكول فأُصيب أحد المستوطنين وتضرّر أحد المنازل.
ودوت صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية، التي عاش سكانها في الملاجئ وتوقّفت الحركة فيها.
وسقط أحد صواريخ القبة الحديدية الليلة قبل الماضية على منزل في منطقة عزبة عبد ربه - شمال قطاع غزة، دون أنْ يتسبّب بإصابات، وعملت فرق هندسة المتفجرات على إبطال فعالية الصاروخ الذي أطلقته قوّات الإحتلال لاعتراض الصواريخ التي أطلقت من غزّة.
وشنّت طائرات العدو الإسرائيلي غارات على عدّة مواقع للمقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزّة عبر الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع، دون أنْ يسفر عن سقوط إصابات.
فيما اشتعلت النيران في حقول القمح الواقعة في ما يسمّى المجلس الإقليمي - شاعر هنيغف في النقب الغربي نتيجة سقوط طائرة ورقية مشتعلة أطلقها مواطنون من داخل قطاع غزّة، عملت فرق الإطفاء الإسرائيلية على إخمادها.
وفي مدينة حيفا الفلسطينية المحتلة ضمن أراضي العام 1948، انطلق الفلسطينيون بمظاهرتين في شارع بن غوريون في المدينة احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية ضد غزّة.
وشارك في التظاهرتين المئات من الشباب، متحدّين الإحتلال، ودون تصريح منه، مردّدين هتافات من بينها: «لا تخاف ولا تهاب.. إسرائيل دولة إرهاب»، و»دم الشهيد بينادي.. حرّة يا أرض بلادي».