خليك مع أسماء

على الرغم من ايقاف مسلسل الممثل جان يامان "الرجل الخطأ"، الا أن النجم التركي مازال يحظى باهتمام واسع، لا بل هو حديث السوشيال ميديا، الشيء الذي يتماهى مع مقولة "المحبة من عند رب العالمين". كما أن الكاريزما لا تقاس بكبر الموهبة أو صغرها، بل بحضور الانسان واختلافه عن الآخرين، وجان يامان كذلك، فهو مختلف عن كل النجوم الأتراك في الشكل والموضمون وحتى المواقف.

عرف جان يامان وفريقه جيدا "من أين تؤكل الكتف" كما يقولون. لعب منذ البداية على وتر وسامته وجاذبيته واظهار عضلاته المفتولة وخلع ملابسه أمام الكاميرا، ما كان كافيا لجذب مئات المتابعات للالتصاق بالشاشة، مضافا الى ذلك خفة دمه.

صنعت هذه العوامل مجتمعة من جان يامان نجما خلال فترة قصيرة، مع أنه لم يخرج عن اطار المسلسلات الرومانسية الكوميدية مثل "السيد الخطأ" و"الطائر المبكر" و"العشق عنادا" و"بدر"، حيث قامت سياسته الترويجية والاعلانية بالتركيز على استعمال جسده أمام الكاميرا، الشيء الذي قلما يفعله النجوم الأتراك ممن سبق وقدموا الكوميديا الرومانسية مثل بيرك أوكتاي وبوراك دينيز. لم يجرؤا على فعل ما فعله جان يامان، الذي أكثر من خلع ملابسه "بداعي وبلا داعي"، وتظهير مشاهد الاستحمام الطويلة نسبيا، مضافا الى تقبيل بطلات مسلسلاته في كل حلقة تقريبا!

اعتمد جان يامان أيضا لوك مختلف عن كلاسيكية نجوم الصف الأول في تركيل مثل بوراك اوزجشيفت وتولغا ساريتاش وانجين ألتان...الخ ، ولا يتردد في ارتداء الاكسسوارات الضخمة الملفتة حتى مع البدلات الرسمية مع شعر "منكوش" الى حد ما، الشيء الذي جعله حالة مختلفة قياسا الى تمثيله العادي، أو ربما لم يحظى جان يامان حتى الساعة بدور قادر على تبيان قدراته كممثل، وهو ما يحتاجه في المرحلة القادمة بعد ايقاف ملسلسه "السيد الخطأ".

أما لماذا اوقف مسلسل "السيد الخطأ"؟

أعلنت التلفزيونات التركية أنه سيتم ايقاف أي مسلسل لن يحقق نسبة مشاهدة مقبولة، بسبب كثافة الأعمال الدرامية التي تعرض حاليا والجاهزة للعرض خلال الفترة القادمة.

حظي مسلسل "السيد الخطأ" بنسبة مشاهدة كبيرة خارج تركيا أي في العالم العربي وأوروبا الشرقية وايطاليا واليونان. كان الاكثر بحثا على محرك غوغل بعد عرض كل حلقة، ثم تحسنت الأمور مع ارتفاع نسبة مشاهدته في تركيا، فاحتل المركز الثاني بعد منافسه مسلسل "انت اطرق بابي"، الا أن عدم قدرة الكاتب على تطوير الحكاية أدى الى اعلان وفاة العمل، مع عودة المسلسلات الكبرى في موسم الخريف مثل "الحفرة" و"كان ياماكان في تشوكوروفا" و"الطبيب المعجزة"، ودخول أعمال جديدة حققت نسبة مشاهدة عالية منذ حلقاتها الأولى مثل "الغرفة الحمراء" و"نهضة السلاجقة العظام".

من هنا على جان يامان تعلم الدرس، والتوقف عن استثمار نجاحاته القديمة في مسلسلات الكوميديا الرومانسية. قد يحقق نجاحا مبهرا في الأكشن أو الأعمال الحربية أو شخصية رجل العصابات خفيف الظل. بات جان يامان ملزما بالابتعاد عن أطلال مسلسل "الطائر المبكر"، واغواء متابعاته بجسده واكسسواراته. عليه بناء هويته كممثل ذو مضمون وحضور مضافا الى وسامته، بدلا من تصريحات صحفية أساءت اليه حول علاقاته الغرامية مع زميلاته، بهدف جذب المعجبات الى مسلسلاته الجديدة، كما سبق وفعل قبل عرض "السيد الخطأ" عندما كشف عن تفاصيل علاقته الجنسية بزميلته ديميت اوزدمير!

ليس هكذا يصنع النجوم احتراما يليق بهم!