ضرب زلزال قوي مناطق في اليونان وتركيا امس ما أدى إلى مقتل ١٤ واكثر من ٤٠٠ جريح على الأقل، بينما سوى مبان بالأرض وتسبب بمد بحري أغرق شوارع قرب مدينة إزمير السياحية التركية.
وقد حاول عمال الانقاذ امس إزالة كتل الاسمنت الثقيلة في عملية بحث يائسة عن ناجين من زلزال قوي سوّى مبان بالأرض .
وتسبب الزلزال بتسونامي محدود في جزيرة ساموس ببحر إيجه وبمد بحري أغرق شوارع في إحدى البلدات على الساحل الغربي لتركيا.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال الذي بلغت شدته 7 درجات، تم تسجيله على بعد 14 كلم قبالة بلدة كارلوفاسي بجزيرة ساموس. وغالبية الأضرار في تركيا سجلت في مدينة إزمير ومحيطها والبالغ عدد سكانها قرابة 3 ملايين نسمة.
وفي المدينة أيضا عدد كبير من المباني السكنية الشاهقة.
وأظهرت مشاهد من مدينة إزمير التي تعد مقصدا سياحيا، مبان منهارة ومواطنين في حالة ذهول يحاولون المرور بين أكوام عالية من الركام على الطرق.
وكان أحد المارة يهتف «يا الهي»، في تسجيل انتشر على مواقع التواصل في تركيا. وفي مشهد آخر، علت صيحات وتصفيق حشد آخر عندما تم انتشال امرأة حية من بين الركام وكانت دموعها تنهمر.
وصرح رئيس بلدية المدينة تونتش سوير لشبكة سي ان ان تورك، أن 20 مبنى انهار، وقال المسؤولون إنهم يركزون جهود الإنقاذ على 17 منها.
وأفادت وكالة إدارة الكوارث التركية عن مقتل 12 شخصا وقالت إن أكثر من 400 شخص أصيبوا بجروح، فيما لقي في اليونان مراهقان حتفهما عندما كانا عائدين من المدرسة إلى المنزل في ساموس حين انهار جدار.
وعمد أحد مستشفيات إزمير إلى إخراج عدد من مرضاه، والبعض منهم على الأسرة الطبية مع جرعات الأدوية، إلى الشارع على سبيل الاحتياط. وقال علي ارباش رئيس هيئة الشؤون الدينية إن المساجد ستفتح أبوبها لاستقبال الاشخاص الذي شردتهم الكارثة.
وأظهرت مشاهد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المياه تجتاح شوارع إحدى البلدات القريبة من إزمير بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر على ما يبدو. وتصاعدت سحب غبار أبيض من مختلف أنحاء المدينة حيث انهارت المباني. وأظهرت صور التقطت من الجو وبثها تلفزيون إن تي في التركي، مجمعات بأكملها وقد سويت بالأرض.
وفي جزيرة ساموس اليونانية قرب مركز الزلزال، هرع الناس إلى الشوارع مذعورين.
وقال نائب رئيس البلدية يورغوس ديونيسيو «عمت حالة من الفوضى» مضيفا «لم نشهد شيئا كهذا». وطلبت وكالة الحماية المدنية اليونانية من أهالي ساموس في رسالة نصية «البقاء في العراء بعيدا عن الأبنية».
وأطلقت كارثة الزلزال ما وصفه المراقبون على الفور بـ«دبلوماسية الزلازل» بعدما أجرى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اتصالا نادرا من نوعه بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتقديم التعزية والدعم.
وكتب ميتسوتاكيس على تويتر «مهما كانت خلافاتنا، في هذه الأوقات شعبنا بحاجة للتكاتف».
وقالت الخارجية التركية إن «وزير الخارجية اليوناني (نيكوس) ديندياس اتصل بوزيرنا مولود تشاوش أوغلو للتعبير له عن الدعم، وأكد الوزيران استعدادهما لمساعدة بعضهما البعض إذا لزم الأمر».
وقال كبير مساعدي إردوغان فخر الدين التون في تغريدة أن الكارثة «تذكرنا مرة أخرى بقربنا من بعض رغم خلافاتنا حول السياسات».
أما فرنسا، فقد عرضت المساعدة كما فعل الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي. وسُجل بعض من أقوى الزلازل في العالم على خط الصدع الذي يعبر تركيا وصولا إلى اليونان.
(ا.ف.ب)