رغم تحذيرات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بـ«تدمير» الاقتصاد التركي إذا شنت أنقرة هجوما على الأكراد بعد الانسحاب الأميركي من سوريا، أكدت تركيا امس أنها ستواصل مكافحة وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من واشنطن.
ولكن علي الرغم من هذه التحذيرات قال البيت الأبيض إن ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحثا «استمرار التعاون» في سوريا مع بدء القوات الأميركية الانسحاب من الصراع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن ترامب قال إنه يرغب في العمل مع تركيا لمعالجة المخاوف الأمنية لأنقرة في شمال شرق سوريا، وأكد على أهمية ألا تسيء تركيا معاملة الأكراد أو أي جماعات أخرى «حاربنا معهم لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية».
من جهتها، قالت الرئاسة التركية إن أردوغان وترامب ناقشا امس إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.
وأضافت الرئاسة أن الزعيمين أكدا خلال مكالمة هاتفية على ضرورة إنجاز خارطة طريق بلدة منبج الحدودية السورية وعدم إتاحة الفرصة للعناصر الراغبة في عرقلة الانسحاب الأميركي المزمع من سوريا.
وكان الرئيس الاميركي كتب في تغريدة على تويتر «سندمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد»، داعيا إلى إقامة «منطقة آمنة» يبلغ عرضها 30 كلم بدون أن يضيف أي تفاصيل عن مكانها أو تمويلها.
وفي الوقت نفسه، طلبت واشنطن من الأكراد «عدم استفزاز تركيا».
وردا على تغريدات ترامب قال الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين في تغريدة إن «الإرهابيين لا يمكن أن يكونوا شركاءكم وحلفاءكم (...) ليس هناك أي فرق بين الدولة الإسلامية (...) ووحدات حماية الشعب الكردية».
من جهته، أكد مدير الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون أن تركيا «ستواصل مكافحة الإرهاب بتصميم».، مؤكدا أن «تركيا ليست عدوة للأكراد» وأن «الإرهابيين» وحدهم سيستهدفون.
وأضاف أنه «سواء كان مصدر الإرهاب عقائديا أو دينيا أو اتنيا هذا لا يهمنا. الإرهاب هو الإرهاب ويجب تجفيفه من منبعه. وهذا بالضبط ما تفعله تركيا في سوريا».
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن «التهديدات الاقتصادية» الأميركية المرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية «لن ترهب» تركيا. لكنه أكد في المقابل أن تركيا «ليست ضد منطقة أمنية» بين حدودها ومواقع المقاتلين الأكراد.
ورحبت تركيا بهذا الانسحاب الذي يضعف وضع المقاتلين الأكراد.
وفي الواقع تواجه وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد العمود الفقري لمكافحة الجهاديين على الأرض، تهديد هجوم محتمل من تركيا المجاورة لسوريا.
وتأتي هذه التصريحات بينما يقوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بجولة في الشرق الأوسط تهدف إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة بينما تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن مصير أكراد سوريا الذين قاتلوا إلى جانب الأميركيين تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الرياض امس إنه لا يعتقد أن التهديد سيغير خطط سحب القوات الأميركية من سوريا.
وردا على سؤال حول ما يعنيه ترامب بالدمار الاقتصادي، قال بومبيو «عليكم أن تسألوا الرئيس».
وأضاف «لقد فرضنا عقوبات اقتصادية في عدة أماكن، افترض أنه يتحدث عن مثل هذه الأمور».
وقال بومبيو إنه لم يتحدث مع المسؤولين الأتراك منذ تعليقات ترامب.
من جهة اخرى، قال وزير الخارجية التركي إن تركيا تقوم باللازم للحفاظ على السلام ومنع الانتهاكات في إدلب بشمال سوريا.
وقال جاويش أوغلو في أنقرة إنه إذا أصبحت إدلب «وكرا للإرهاب»، سيكون هذا خطأ الحكومة السورية لنقلها إرهابيين بالحافلات من مناطق بعيدة مثل درعا في الجنوب.
(ا.ف.ب - رويترز)